شهدت جلسة مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية لسنة 2026 موقفًا لافتًا من عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إذ كرر الإشادة بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، مثمنًا دور الوزارة في تسيير البرامج التنموية والحفاظ على الاستقرار، واصفًا الداخلية بأنها “زينة” مقارنة بالحكومة التي وصفها بـ”الخايبة”. وأكدت مصادر من داخل الحزب لكواليس الريف أن هذه الموجة من المديح لم تكن تصرفًا عفويًا، بل جاءت بتوجيه مباشر من الأمين العام عبد الإله بنكيران كجزء من استراتيجية تهدف إلى توجيه الانتقادات نحو رئيس الحكومة عزيز أخنوش دون الدخول في مواجهة مع وزارة الداخلية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه السياسة تقوم على قاعدة “عدو عدوي صديقي”، مستغلة ما يُشاع عن توتر العلاقة بين أخنوش ولفتيت، خصوصًا في ملفات الاستثمار والمشاريع الكبرى. وأثارت هذه التحركات استغراب بعض أعضاء الأمانة العامة للحزب الذين لم يستوعبوا كيف يمكن الجمع بين انتقاد رئيس الحكومة وبين تقديم الشكر لوزارة لطالما واجهت انتقادات قوية من الحزب في فترات سابقة، ما يعكس تحولًا محسوبًا في الخطاب السياسي يعتمد على قراءة دقيقة للمرحلة الحالية.
كما عززت هذه التوجهات ما وصفته المصادر بـ”التحالف الاستراتيجي” بين البي جي دي والبام ووزارة الداخلية، حيث أظهر بوانو دعمًا لرئيس فريق البام أحمد التويزي، محميًا إياه من أي مساءلة بعد تصريحاته حول لوبي المطاحن، في مؤشر على تقارب سياسي بين الحزبين في هذه المرحلة، واستراتيجية بنكيران القائمة على الحفاظ على النفوذ داخل مؤسسات الدولة، مع الموازنة بين الانتقاد السياسي والحرص على العلاقات مع مراكز القرار.
06/11/2025











