kawalisrif@hotmail.com

سبتة :    زيارة سياسية تحت الأضواء … بيدرو سانشيز يفتتح المحطة البحرية الجديدة بالمدينة المحتلة

سبتة : زيارة سياسية تحت الأضواء … بيدرو سانشيز يفتتح المحطة البحرية الجديدة بالمدينة المحتلة

في خطوة وُصفت في الإعلام الإسباني بـ«الرمزية والمهمة»، يستعد رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز لزيارة مدينة سبتة المحتلة يوم الخميس 13 نونبر الجاري، من أجل تدشين المحطة البحرية الجديدة التي تعتبرها مدريد إحدى أبرز استثمارات الدولة في الثغر المحتل.

ورغم أن الأشغال لم تُستكمل بعد بشكل نهائي، إلا أن رئيس الحكومة الإسبانية حرص على برمجة الزيارة قبل الموعد الرسمي لانتهاء المشروع، في إشارة واضحة إلى الرغبة في توظيف الحدث سياسياً، خاصة في ظل الأجواء الانتخابية التي يعيشها الحزب الاشتراكي الإسباني (PSOE) داخلياً.

ووفقاً لمصادر من مندوبية الحكومة بسبتة نقلت عنها صحيفة El Faro de Ceuta، فقد تم تفعيل مختلف الترتيبات الأمنية والبروتوكولية استعداداً للزيارة التي ستعرف حضور مسؤولين من إدارة الميناء وممثلين عن المؤسسات الرسمية الإسبانية.

المحطة البحرية الجديدة تُعد من أهم المشاريع المنجزة في المدينة المحتلة بدعم مباشر من حكومة مدريد، وتُقدَّم كـ«إنجاز سياسي واقتصادي» يهدف إلى تعزيز الربط البحري بين سبتة والبرّ الإسباني، خصوصاً ميناء الجزيرة الخضراء.

تأتي هذه الزيارة في سياق حساس، بعد أن تحولت سبتة في السنوات الأخيرة إلى ورقة سياسية داخلية بين الأحزاب الإسبانية، في حين تواصل الرباط التأكيد على موقفها الثابت باعتبار المدينتين المحتلتين جزءاً لا يتجزأ من التراب المغربي، وأن استرجاعهما سيظل مطلباً مشروعاً وملفاً مفتوحاً في أجندة التاريخ.

بيدرو سانشيز، الذي يُعدّ أكثر رؤساء الحكومات الإسبانية زيارةً للمدينة المحتلة، سبق أن حلّ بها في ماي 2021 خلال أزمة الهجرة التي شهدتها الحدود، ثم عاد قبل عامين لافتتاح مركز صحي في منطقة التراخال بكلفة قاربت 6 ملايين يورو.

ويبدو أن مدريد تحاول من خلال هذه الزيارة الجديدة تجميل صورتها الاستثمارية في سبتة، في وقت يعرف فيه الاقتصاد المحلي ركوداً واضحاً بعد إغلاق معبر التهريب المعيشي وغياب التبادلات التجارية مع محيطه المغربي الطبيعي.

تُقرأ الزيارة باعتبارها محاولة لتثبيت الحضور الرمزي الإسباني في الثغر المحتل، في وقت تتجه فيه المنطقة المغاربية نحو توازنات جديدة يقودها المغرب بثقة واستقلالية. فالمملكة اليوم تمارس دبلوماسية الحزم الهادئ، واضعة مصلحتها الوطنية فوق كل اعتبار، ومُكرّسة رؤية تقوم على التعاون الاقتصادي دون التنازل عن السيادة الترابية أو التاريخية.

وفي ظل التحولات الإقليمية، يدرك الجميع أن الوقت لا يعمل لصالح بقاء سبتة ومليلية تحت السيطرة الإسبانية، فدينامية التنمية والاندماج التي يشهدها الشمال المغربي ترسم واقعاً جديداً يجعل من هذه الملفات مسائل وقت لا أكثر.

زيارات سانشيز المتكررة إلى سبتة لا تُغيّر من جوهر الحقيقة شيئاً؛ فكل حجر يُشيّد هناك هو شاهد على مرحلة مؤقتة في انتظار أن تعود المدينتان إلى حضن المغرب، تحت راية الوحدة والسيادة الكاملة.

06/11/2025

Related Posts