احتفى مهرجان MedFilm الدولي في دورته الحادية والثلاثين بالعاصمة الإيطالية روما، مساء الخميس، بالمملكة المغربية كضيف شرف، ليكرّم بذلك تجربة السينما المغربية التي أصبحت اليوم إحدى أبرز روافد الإبداع في الضفة الجنوبية للمتوسط. وقد افتُتحت فعاليات المهرجان بعرض فيلم “زنقة مالقة” للمخرجة المغربية مريم التوزاني، وسط حضور لافت لشخصيات فنية وثقافية ودبلوماسية وسياسية من مختلف البلدان. الفيلم، الذي نال مؤخرًا جائزة الجمهور في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الثانية والثمانين، شكّل بطاقة تعريف مشرّفة بقدرة السينما المغربية على مزج الواقعية بالعمق الإنساني، وعلى تمثيل صورة المغرب المنفتح والمبدع في المحافل العالمية.
المهرجان، الذي يُعنى بالحوار الثقافي بين ضفتي المتوسط، خصّص هذا العام مساحة متميزة للسينما المغربية، تقديرًا لمكانتها المتنامية في المشهدين العربي والمتوسطي، ولغناها بالوجوه الشابة والمواهب الصاعدة التي تنسج اليوم ملامح هوية سينمائية مغربية أصيلة. وإلى جانب فيلم التوزاني، يشارك المغرب بثلاثة أفلام قصيرة تعكس تنوع التجارب الإخراجية الجديدة: “عبد الله” للمخرجة إيناس لحاير، و”مريّا” للمخرج عمر الزعفوي، و”حليمة” للمخرج ياسين الإدريسي. هذه الأعمال الثلاثة تعبّر عن جيل جديد من السينمائيين المغاربة الذين يزاوجون بين الحس الفني والالتزام الاجتماعي، ويقترحون رؤى جديدة لقضايا الهوية والهجرة والتحوّل المجتمعي.
ويُذكر أن مهرجان MedFilm، الذي تأسس سنة 1995، يُعدّ أقدم مهرجان إيطالي مخصص للسينما المتوسطية، ويهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي بين أوروبا والعالم العربي عبر الشاشة الفضية، من خلال أعمال تسعى إلى بناء جسور الحوار والتعايش والتنوّع الثقافي بين الشعوب.
وهكذا، يأتي هذا التكريم الإيطالي ليؤكد من جديد المكانة التي باتت تحتلها السينما المغربية على الساحة الدولية، وقدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية واللغوية نحو العالمية، في وقت ما زالت فيه بعض السينمات الأوروبية تبحث عن معنى جديد للانفتاح الحقيقي. فبينما يُصفّق الجمهور في روما لنجاحات مغربية مستحقة، يبدو أن “المدرسة المغربية في الإبداع” لم تعد ضيفًا عابرًا في المهرجانات، بل صارت عنوانًا دائمًا للتنوّع الفني والمتوسطي الذي لا يمكن تجاوزه.
08/11/2025











