في تطور مثير يُتابعه الرأي العام البلجيكي والأوروبي، طالبت النيابة العامة في بلجيكا يوم الجمعة بالحكم على البلجيكي من أصل مغربي ( ن – ا ) بالسجن لمدة 35 سنة، بعد أن وُجهت إليه تُهم ثقيلة تتعلق بتهريب ما يقارب 25 طناً من الكوكايين تُقدّر قيمتها السوقية بنحو 1.2 مليار يورو.
وحسب ما نقلته وسائل الإعلام البلجيكية، فإن الحجاوي، الذي يُعتبر من أبرز الأسماء في عالم تجارة المخدرات بأوروبا، يُشتبه في أنه كان العقل المدبّر لعمليات الاستيراد الضخمة التي عبرت موانئ أنتويرب، حيث تُعد المدينة أهم بوابة لدخول المخدرات القادمة من أميركا اللاتينية نحو القارة الأوروبية.
ووفقاً للمحققين، كان المتهم يُسيّر شبكته الواسعة من شقة فاخرة في دبي، مستعيناً بهاتفه الذكي لتنسيق عمليات الشحن والتوزيع، وتوجيه “العاملين” تحت أوامره، في مشهد يُجسّد كيف انتقل الإجرام المنظّم إلى مستويات تكنولوجية عالية من التحكم والإدارة عن بُعد.
النيابة البلجيكية وصفت الحجاوي بأنه “زعيم هادئ لكنه شديد الخطورة”، مشيرة إلى أن ثروته الضخمة التي تُقدّر بـ 197 مليون يورو جُمعت من تجارة السموم البيضاء التي أغرقت السوق الأوروبية.
القضية، التي تُعتبر من أكبر ملفات المخدرات في تاريخ بلجيكا، تطرح أسئلة عميقة حول الشبكات العابرة للحدود التي تستغل الموانئ الأوروبية والملاجئ الضريبية والمراكز المالية الخليجية لتبييض الأموال وإدارة التجارة غير المشروعة.
وفي انتظار الحكم النهائي، يبقى اسم نور الدين الحجاوي مرادفاً لوجه جديد من وجوه الجريمة المنظمة، التي تتقاطع فيها الأصول المغاربية، والرأسمال الأوروبي، والملاذات الفاخرة في الخليج… في مشهد يُلخّص تداخل الاقتصاد غير المشروع مع العولمة الحديثة.
08/11/2025











