لقد ثبت مرةً أخرى أن اللاعب سفيان الكرواني يُضيء الملاعب الهولندية بأداءٍ استثنائي، ففي لقاء القمة مع أياكس أمستردام، تنقّل في مركز الظهير الأيسر وكأنه مخترقٌ للساحة بمهاراتٍ هجومية وذكاء تكتيكي عالي.
والآن تتبادر تساؤلات ملحّة: كيف يُهمل المسؤول الفني الوطني رجلًا بهذا الحجم بينما يُمنَح الآخرون فرصهم؟ كيف يُترك الكرواني يتوهّج في الملعب أجنبياً بينما يُحرم من تمثيل المنتخب؟
يبدو أن الركراكي يعيش في عزلة القرار، أو ربما في مملكة الارتجال. فحين يكون اللاعب الأعلى فعالية لدى ناديه، بالتمريرات الحاسمة والأهداف، فإنه لم يَرَ مكانه في القائمة التي تستعد لـ بطولة أمم إفريقيا. الامتناع عن استدعائه لا يبدو مصادفة، بل قرارًا أجهَز على جهودٍ فردية متميزة.
الأمر لا يُحتسب على الكرواني وحده، بل على منظومة الاختيار: كيف تُفسَّر معايير الاستدعاء؟ هل الأداء المحلي أو الخارجي أو الأنظِمة التكتيكية لا تُحتسب؟ أم أن هناك حجبًا غير معلن؟
في كل الأحوال، يُقدّم الكرواني دليلاً حيًا على أن اللاعب قادر على فرض نفسه، لكنّ الركراكي اختار تجميده بدل اقتناصه. وهذا ليس فقط خرقًا لعدالة الفرص، بل خطأ تكتيكياً فادحاً قد يكلفنا في اللحظات الحاسمة.
إن الإبقاء على مثل هذه التناقضات بين الأرقام والإقصاء ، لا يُنقذ أحداً، بل يعرّض المنتخب لتعثرات يمكن تفاديها. إن الإدارة الفنية مطالبة اليوم، ليس فقط باحتواء الأسماء، بل باستقطاب الأفضل بغض النظر عن الأسماء أو العلاقات.
09/11/2025











