الإيسيسكو تكشف العوائق التي تعرقل نمو الطاقة المتجددة في الدول الأعضاء

أصدرت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” تقريرا شاملا تناول أبرز التحديات التي تواجه تطوير قطاع الطاقة المتجددة في الدول الأعضاء، مبرزة أن العقبات تتجاوز حدود التمويل أو نقص التكنولوجيا لتشمل اختلالات بنيوية وتنظيمية عميقة. وأوضح التقرير أن غياب الاستقرار في السياسات الطاقية وتذبذب الأطر التنظيمية يمثلان أحد أهم العوائق أمام جذب الاستثمارات، إذ تؤدي التغييرات المفاجئة في آليات التسعير أو تعريفات التغذية إلى فقدان ثقة المستثمرين وتباطؤ تدفق رؤوس الأموال نحو القطاع. كما أشار إلى أن صعوبات الربط بالشبكات الكهربائية وارتفاع تكاليفه، إلى جانب البيروقراطية المعقدة، يعرقلان نمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعد العمود الفقري للتحول الطاقي.

ولفت التقرير إلى أن العقبات المالية تشكل بدورها تحديا جوهريا، حيث يؤدي ارتفاع تكلفة رأس المال في الأسواق الناشئة وضعف خبرة المؤسسات المالية المحلية في تقييم المشاريع إلى تقليص فرص التمويل، مما يجعل أغلب المبادرات تعتمد على الدعم الخارجي. ودعا التقرير إلى تعزيز الأدوات المالية الوطنية كالسندات الخضراء وصناديق التمويل المناخي لتوفير موارد مستدامة للمشاريع الطاقية. كما أشار إلى النقص الحاد في الكفاءات التقنية المؤهلة لتصميم وتركيب أنظمة الطاقة المتجددة، إضافة إلى محدودية قدرة الشبكات التقليدية على استيعاب الطاقة المتقطعة، ما يستدعي تحديثها نحو نموذج “الشبكات الذكية”.

وأكدت الإيسيسكو أن تحقيق أهداف مؤتمر المناخ COP28، المتمثلة في مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة وتحسين كفاءتها بحلول 2030، يتطلب إصلاحات عميقة في الأنظمة الاحتكارية لتوليد الكهرباء وتطوير سياسات تسعير الكربون لجذب الاستثمارات. كما شدد التقرير على أهمية التعاون الإقليمي بين دول المنظمة لتبادل الخبرات وبناء القدرات التقنية والمالية، مؤكدا أن التحول الطاقي يشكل فرصة استراتيجية لبناء نموذج تنموي مستدام يربط بين الاقتصاد الأخضر والنمو الشامل، ويضع العالم الإسلامي في مقدمة الدول الساعية نحو مستقبل طاقي عادل ومستدام.