أثارت استقالة المدير العام لبي بي سي، تيم ديفي، والرئيسة التنفيذية للأخبار، ديبورا تورنيس، على خلفية تعديل جزئي لخطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ردود فعل واسعة على المستويين الدولي والمحلي. ترامب وصف عبر منصته “تروث سوشال” المسؤولين بـ”غير النزيهين”، متهمًا بي بي سي بمحاولة التدخل في الانتخابات الأمريكية، ومشيدًا بكشف صحيفة التلغراف البريطانية للواقعة. تأتي هذه الاستقالات بعد تسريب مذكرة داخلية كشفت تعديل برنامج “بي بي سي بانوراما” لخطاب ترامب بطريقة جعلته يبدو وكأنه يشجع أعمال الشغب في مبنى الكابيتول، ما أثار جدلاً واسعًا حول مصداقية المؤسسة.
على الصعيد الداخلي البريطاني، تباينت المواقف بين السياسيين، حيث أكدت ليزا ناندي، وزيرة الثقافة، دعمها لتيم ديفي على خدماته الطويلة، مشددة على أهمية الأخبار الموثوقة ودور بي بي سي في الحياة الديمقراطية. في المقابل، دعت كيمي بادينوك، زعيمة حزب المحافظين، إلى إصلاح شامل لخدمة بي بي سي عربي، معتبرة الاستقالات خطوة أولى لكنها غير كافية لمعالجة التحيز المؤسسي والإخفاقات السابقة. وأكد إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، أن الاستقالتين تمثلان فرصة لبي بي سي لإعادة بناء سمعتها وتعزيز دورها كهيئة بث عامة موثوقة.
وسط هذه التحديات، تواجه بي بي سي لحظة حرجة في ظل مراجعة الميثاق الحكومي المقرر لعام 2027، وتساؤلات حول مستقبل رسوم الترخيص ودور المؤسسة في المشهد الإعلامي البريطاني والدولي. وقد اعتبر نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح، أن الاستقالات تمثل “الفرصة الأخيرة” لإعادة هيكلة بي بي سي، محذرًا من تراجع الدعم الشعبي في حال عدم إجراء تغييرات جذرية. وتبقى التحديات أمام القيادة الجديدة كبيرة، مع ضرورة استعادة الثقة وإعادة ترسيخ مكانة بي بي سي كمؤسسة إعلامية عامة مستقلة وموثوقة.
10/11/2025











