في إطار الدينامية الوطنية الرامية إلى تنزيل الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، احتضنت باشوية مدينة الناظور، يوم الاثنين، لقاءً تشاوريًا خصص لأعضاء المجلس الجماعي، ترأسه باشا المدينة، بحضور ممثلي المصالح الخارجية.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تفعيل التوجيهات الوطنية الرامية إلى اعتماد الإنصات والتفاعل مع حاجيات المواطنين كمدخل لتحقيق العدالة المجالية وضمان توجيه أمثل للاستثمارات العمومية نحو المجالات ذات الأولوية، بما يحقق تنمية متوازنة ومنصفة.
وخُصص الاجتماع لتدارس السبل العملية لتفعيل النموذج التنموي الجديد على المستوى المحلي، حيث شكل فضاءً للحوار وتبادل الرؤى حول التحديات التي تواجه المدينة في مختلف القطاعات الحيوية، خاصة في مجالات التعليم والصحة والاستثمار والبنية التحتية.
وتركزت المداخلات على مجموعة من القضايا الملحّة، أبرزها ظاهرة الاكتظاظ في الفصول الدراسية، وما يترتب عن ذلك من صعوبات بيداغوجية تؤثر على جودة التعلمات، إلى جانب ضعف البنيات الصحية وصعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية، إضافة إلى ضرورة تعزيز جاذبية المدينة للاستثمار وإحداث مشاريع اقتصادية تخلق فرص شغل جديدة للشباب.
وأكد ممثلو الجماعة الترابية على ضرورة تعبئة الوعاء العقاري اللازم لإحداث مؤسسات تعليمية وصحية جديدة، مشددين على أن الجماعة، رغم أن بعض هذه القطاعات ليست من اختصاصها المباشر، تعتبر نفسها شريكًا استراتيجيًا إلى جانب السلطات والمصالح اللاممركزة في تنفيذ برامج التنمية الترابية، انسجامًا مع روح تقائية السياسات العمومية.
من جانبه، أبرز باشا مدينة الناظور أن هذا اللقاء يأتي في إطار مقاربة تشاركية جديدة تهدف إلى إشراك مختلف الفاعلين المحليين في صياغة أولويات التنمية، معتبرًا أن الإنصات لانتظارات الساكنة هو المنطلق الحقيقي لتحقيق العدالة المجالية وضمان توزيع متوازن للفرص والمشاريع.
واختتم الاجتماع بتأكيد الحاضرين على أهمية ترسيخ هذه الدينامية التشاورية وجعلها ممارسة مؤسساتية دائمة، بما يعزز ثقة المواطنين في العمل العمومي، ويساهم في الارتقاء بمدينة الناظور إلى مصاف المدن النموذجية في تنزيل النموذج التنموي الجديد.
ومن المنتظر أن تحتضن قاعة الاجتماعات بجماعة الناظور، غدًا الثلاثاء، لقاءات موازية تشمل فعاليات المجتمع المدني، وممثلي الأحزاب السياسية والنقابات، لاستكمال النقاش وتوسيع دائرة المشاركة في إعداد البرامج التنموية المستقبلية، بما يستجيب لانتظارات الساكنة ويترجم الرؤية الملكية للتنمية المندمجة والمستدامة.
10/11/2025











