لم يعد “الصفرة” مجرد اسم يتردد في الكواليس، بل تحوّل إلى كابوس حقيقي يطارد كل من يجرؤ على كشف خيوط إمبراطوريته السوداء. فبعد سلسلة المقالات التي نشرتها جريدة “كواليس الريف” حول نشاطاته الخطيرة في تجارة الكوكايين والقرقوبي، كشفت مصادر حصرية وموثوقة جدا أن البارون الجزائري “رضوان” الملقب بالصفرة قرر الفرار قبل ثلاثة أسابيع من المغرب نحو إسبانيا، حيث استقر مؤقتاً في إقليم الأندلس، متنقلاً بين مالقا ومدن أخرى، في تحركات تثير الكثير من الريبة !
وحسب المعلومات التي حصلت عليها “كواليس الريف”، فإن “الصفرة” لم يكتفِ بالهرب، بل بدأ مرحلة جديدة من الإجرام، عبر عقد اجتماعات سرية مع مجرمين وقتلة بجنوب إسبانيا، من عصابات عابرة للحدود، بهدف الانتقام من طاقم الجريدة التي فضحته. الأخطر من ذلك، تؤكد المصادر أن البارون دفع ميزانية قدرها 100 ألف يورو لتنفيذ عمليات اختطاف واعتداءات خطيرة ضد صحافيي “كواليس الريف”، في مخطط يوصف بأنه الأجرأ والأخطر في تاريخ الجريمة المنظمة بين المغرب وإسبانيا.
المعطيات التي توصلت إليها الجريدة دفعتها إلى إبلاغ الأجهزة الأمنية المختصة بكل التفاصيل حول المشروع الإرهابي ، ( وكذلك حول تعمد حسابات وهمية لرصد تحركات طاقم الجريدة ) ، الذي يُخطط له “الصفرة”، ما جعل جهات أمنية تدخل على الخط وتشرع في ترصد تحركات الجزائري رضوان المشبوهة والجهات التي يتم تسخيرها ، بين مدن الجنوب الإسباني والمغرب .
رضوان “الصفرة” لم يكن يوماً شخصاً عادياً؛ إنه بارون ظل جزائري بدأ نشاطه من مدينة وجدة قبل أن يبسط نفوذه على شبكات تهريب تمتد من دول الساحل الإفريقي إلى أوروبا. جمع ثروة هائلة من الكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية والقرقوبي الجزائري، واستطاع بطرق ملتوية الحصول على جنسية مغربية مزوّرة أتاحت له التحرك بحرية داخل التراب المغربي.
تقول تقارير واردة إن “الصفرة” يملك شبكة مالية متشعبة، ويعتمد على شركات وهمية في الدار البيضاء ومراكش والسعيدية لتبييض الأموال، بينما تُستخدم الاستثمارات في البناء والتجارة كغطاء لأنشطته القذرة.
القضية لم تعد مجرد تجارة ممنوعة؛ إنها منظومة جريمة منظمة تمتد عبر القارات، تضرب الأمن الاجتماعي والاقتصادي في المغرب، وتزرع الفوضى في أوساط الشباب عبر القرقوبي والكوكايين، وتحوّل المدن إلى مسرح لعنف صامت.
كما أن الأنظار ما زالت تتجه اليوم نحو النيابة العامة بوجدة لفتح تحقيق عاجل وشامل في ملف “الصفرة”، وكشف كيف تمكّن من الحصول على وثائق مزورة للحصول على الجنسية المغربية ، ومن يقف وراء حمايته .
فالقضية لم تعد تخص مهرباً عابراً، بل باتت تمسّ الأمن القومي المغربي وتضع سمعة مؤسسات البلاد أمام اختبار حقيقي.
هل تنجح العدالة في إسقاط “الصفرة” وإنهاء إمبراطوريته المظلمة؟
أم أن البارون سيواصل التخفي بين الظلال، متستراً خلف المال والجوازات المزورة ، وحماية حاميه النافذ المسمى الخير الذي يتربع على عرش الإقتصاد والنفوذ بالدار البيضاء ، وهو جزائري كذلك ؟
المؤكد أن المعركة بدأت بالفعل .… ومغرب اليوم أمام أخطر بارون عرفته حدوده الشرقية والجنوبية !
10/11/2025











