في خطوة تعكس تطور العلاقات الاقتصادية بين الصين والمغرب وإفريقيا، شارك رئيس المجلس الإقليمي للناظور، السيد سعيد الرحموني، في منتدى التعاون الصيني–الإفريقي FOCAC، الذي انعقد في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم بين 19 و26 أكتوبر 2025.
المنتدى ركّز على تبادل الخبرات الصينية–الإفريقية في مجال الحد من الفقر والتنمية المستدامة، وكان بمثابة منصة للتعرف على نماذج ناجحة للتنمية الريفية، الزراعة الذكية، التكامل الصناعي، والابتكار الاجتماعي. كما أتاح للوفود الإفريقية الاطلاع على السياسات الصينية التي تجمع بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة، من خلال مشروع تثبيت الكثبان الرملية، والزراعة الموفرة للمياه، والمبادرات الريفية المتكاملة مع السياحة والثقافة.
وفي هذا السياق، اكتسب رئيس المجلس الإقليمي للناظور رؤى معمقة حول فرص التعاون الاقتصادي والتجاري، وخاصة تلك المرتبطة بالاستثمار الصيني في المغرب، لاسيما في ميناء الناظور – غرب المتوسط، الذي أصبح بوابة استراتيجية للاستثمارات الصينية في إفريقيا. هذه البوابة الجديدة تفتح آفاقًا للناظور لتصبح قطبًا اقتصاديًا وإقليميًا قادرًا على جذب المشاريع الصناعية والزراعية والخدماتية، بما يرفع من مستوى التنمية المحلية ويخلق فرص الشغل ويُعزز الاقتصاد الإقليمي.
وأكد المنتدى أن التنمية المستدامة تتطلب حوكمة محلية قوية وإرادة سياسية متينة، كما يتجلى في التجربة الصينية بين مقاطعتي فوجيان ونينغشيا، حيث أظهرت الشراكة كيف يمكن للتنسيق بين الأقاليم أن يحقق نجاحات ملموسة في الحد من الفقر وتنمية المناطق الريفية.
زيارة رئيس المجلس الإقليمي للناظور كانت أيضًا فرصة لتقييم سبل تطبيق هذه التجارب في السياق المغربي، خاصة فيما يتعلق بتطوير القطاعات الاقتصادية الواعدة في الناظور وربطها بالمشاريع الصينية الإفريقية، لتصبح المدينة فعليًا قاطرة جديدة للتنمية في شمال المملكة، ومركز جذب للاستثمارات والتعاون الدولي.
من خلال هذه المشاركة، رسّخ المغرب، ومن خلال الناظور تحديدًا، مكانته كشريك فعال في التعاون الإفريقي–الصيني، ومجال حيوي للتجارب التنموية المستدامة، بما يعزز رؤية مشتركة لمجتمع ذي مصير مشترك بين المغرب وإفريقيا والصين في العصر الجديد.
13/11/2025











