kawalisrif@hotmail.com

سابقة غريبة :    السردين يهاجر من سواحل الحسيمة

سابقة غريبة : السردين يهاجر من سواحل الحسيمة

يشهد ميناء الحسيمة منذ أسابيع حالة من الهدوء غير المعتاد، نتيجة غياب أسراب السردين عن السواحل المحلية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على نشاط الصيادين وحركة الميناء والاقتصاد المرتبط بقطاع الصيد. وتبدو القوارب راسية دون خروج منتظم، فيما تُترك الشباك دون استخدام بفعل غياب المصطادات، في وقت تتزايد فيه تساؤلات المهنيين والساكنة حول أسباب هذا التراجع.

ويعبر الصيادون وتجار السمك عن قلقهم من استمرار الوضع، حيث يعيش السوق حالة كساد واضحة وارتفاعاً في أسعار السمك الأبيض المتوفر، نتيجة عدم تزويد السوق بالكميات المعتادة من السردين الذي كان يشكل المادة الأكثر استهلاكاً لدى الأسر. كما أدى غياب هذا الصنف إلى تأثير مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين الذين اعتادوا على توفره بأسعار تناسب مختلف الفئات.

وتتداخل عدة عوامل يُرجح أن تكون وراء هذا الشح، من بينها التغيرات البيئية المتعلقة بارتفاع درجات حرارة مياه البحر، والتي تشير تقارير علمية إلى أنها تؤثر على دورة حياة السردين ومسارات هجرته ومعدلات تكاثره. كما يواجه الصيادون صعوبات متجددة بسبب هجمات الدلفين المعروف محلياً بـ”النيكرو”، الذي يؤدي إلى تمزيق الشباك وإلحاق خسائر مادية بالمراكب، وهي مشكلة سبق أن دفعت عدداً من البحارة إلى التوجه نحو موانئ أخرى. ويضاف إلى ذلك تأثير الصيد المفرط وغير المنظم وعدم احترام فترات الراحة البيولوجية، وهو عامل يسهم في إجهاد المخزون السمكي على المستوى الوطني، رغم أن تأثيره في مصايد الحسيمة قد يكون أقل من بعض المناطق الأخرى.

ويطالب مهنيون بضرورة تكثيف الجهود للتعامل مع الوضع، من خلال تعزيز البحث العلمي لفهم التغيرات التي تعرفها مسارات أسراب السردين، والبحث عن حلول عملية للتخفيف من خسائر الصيادين الناتجة عن هجمات “النيكرو”، إضافة إلى تفعيل آليات الدعم الموجهة للبحارة المتضررين. وكان القطاع قد عرف في محطات سابقة مغادرة عدد من البحارة للميناء بسبب الخسائر، قبل عودتهم بعد تلقي تطمينات تتعلق بالتعويضات.

ويؤكد مهتمون أن معالجة الوضع يتطلب إجراءات عملية لإعادة الحيوية إلى ميناء الحسيمة، الذي يرتبط جزء مهم من نشاطه الاقتصادي بتوفر السردين على امتداد المواسم البحرية.

15/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts