kawalisrif@hotmail.com

ظهور دواء جديد للسكري يخلق ضجة في المغرب ويتسبب في فوضى طبية

ظهور دواء جديد للسكري يخلق ضجة في المغرب ويتسبب في فوضى طبية

لم يكد دواء “أوزمبيك” يظهر على رفوف الصيدليات المغربية حتى تحوّل من بارقة أمل لمرضى السكري إلى شرارة فوضى طبية امتد صداها من العيادات إلى قبة البرلمان. الدواء الذي صُمّم أصلاً لضبط مستويات السكر أصبح فجأة نجم شبكات التواصل و”الحل السريع” الذي يسوّقه البعض كطريق مختصر نحو خسارة الوزن، في ظاهرة لم تتوقف عند حدود المغرب بل اجتاحت العالم خلال الأشهر الأخيرة.

هذا الانحراف السريع عن المسار العلاجي فتح الباب أمام موجة تحذيرات صاخبة؛ فالأطباء يتحدثون بلغة واضحة: أوزمبيك ليس كالسكاكر التي تُجرب، ولا وصفة تجميلية لتغيير شكل الجسد. هو دواء لمرض مزمن، واستخدامه خارج هذا الإطار يشبه المشي في حقل ألغام صحي.

ومع اتساع رقعة الاستعمال العشوائي، تدخل البرلمان على الخط. فقد رفعت البرلمانية حنان أتركين رسالة تنبيه للحكومة، معتبرة أن الإقبال المتزايد على الدواء من طرف غير المصابين بالسكري خلق سوقاً موازية تتغذى على الطلب المرتفع، تمتد من بعض الصيدليات إلى وسطاء مجهولين و”بائعين” عبر الإنترنت.

المختصون يؤكدون أن ما يجري ليس مجرد “موضة تخسيس”، بل خطر حقيقي يهدد الصحة العامة. فالتقارير الطبية تكشف أن الاستخدام غير المراقب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة: قيء حاد، إسهال أو إمساك، التهابات في البنكرياس، اضطرابات في الكلى، تأثيرات على العين، وحتى تكوّن حصى المرارة. وكل هذه المخاطر تتضاعف عندما يُستعمل الدواء خارج النظر الطبي.

الأكثر خطورة أن هذا الإقبال غير المشروع تسبب في سحب الدواء من المرضى الحقيقيين الذين يعتمدون عليه لحماية حياتهم وتنظيم علاجهم. فندرة الدواء لم تعد مجرد احتمال، بل واقع يهدد الآلاف من مرضى السكري في المغرب.

لهذا طالبت البرلمانية وزير الصحة بخطة واضحة: ضبط مسار صرف الدواء، منع بيعه دون وصفة، إغلاق منافذ التجارة الإلكترونية غير القانونية، وإطلاق حملات توعية تُعيد الدواء إلى مكانه الطبيعي: بين يدي الطبيب والصيدلي، وليس بين يدي المؤثرين في العالم الافتراضي.

هذا الجدل يكشف حاجة مُلحّة لإعادة بناء ثقافة التعامل مع الأدوية في المجتمع، وترسيخ وعي جماعي بأن كل دواء يحمل وجهين: وجه الشفاء ووجه الخطر، وأن الانتقال بينهما لا يحتاج أكثر من استعمال غير محسوب أو نصيحة افتراضية مضلّلة.

16/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts