في خطوة تعكس الوعي الثقافي والدفاع عن التراث الوطني، أطلق الناشط والصحفي المغربي عصام العزيزي حملة واسعة تهدف إلى جمع 100,000 رسالة موجهة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، لدعم تسجيل القفطان المغربي كتراث ثقافي غير مادي، ومحاربة ما يُعرف بـ”السرقة الجزائرية” للتراث المغربي.
وجاءت هذه الحملة ردًا على محاولات متكررة من الجزائر للاستيلاء على عناصر من التراث المغربي، حيث أصبح القفطان، هذا الزي التقليدي الذي يعكس الهوية الثقافية والحضارية للمغرب، محور جدل وصراع بين البلدين.
وقد قدم المغرب مؤخراً ملفًا موسعًا بعنوان “فن، تقاليد ومعرفة القفطان المغربي” لإدراجه في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونيسكو، مع توقع صدور القرار بشأنه في ديسمبر 2025.
تدعو حملة العزيزي المواطنين المغاربة إلى إرسال رسائل إلى اليونيسكو، تسلط الضوء على أهمية القفطان كرمز للهوية المغربية وتاريخها العريق. ويؤكد نص الحملة أن القفطان ليس مجرد زي تقليدي، بل تحفة فنية تجسد تفاعل الحضارات التي مرت بالمغرب عبر العصور، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من الإرث الثقافي والحضاري للمملكة.
وقد لاقت الحملة استجابة واسعة من طرف المغاربة، حيث شارك فيها نحو 85,000 مواطن، مما يعكس الوعي الجماهيري العالي بأهمية حماية التراث الوطني.
ويشير خبراء التراث إلى أن هذه الحملة، التي يقودها عصام العزيزي كأحد أبرز المدافعين عن التراث المغربي، من المتوقع أن تُسهم في صد محاولات الاستيلاء الثقافي الجزائرية، وتعزز حضور المغرب على المستوى الدولي، وتُظهر التضامن الوطني حول هذه القضية بالأدلة والبراهين.
وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية أوسع اعتمدتها المملكة المغربية للدفاع عن تراثها الثقافي، إذ سبق للمغرب تقديم شكاوى رسمية إلى اليونيسكو ضد محاولات الجزائر إدراج عناصر مغربية في ملفاتها الثقافية.
ومن بين الإنجازات الأخيرة، تمكن المغرب من إفشال محاولة جزائرية لإدراج صورة لقفطان النطع المغربي ضمن ملف يخص زيًا جزائريًا، مما يؤكد التزام اليونيسكو بحماية حقوق الملكية الفكرية.
كما يُبرز ملف الترشيح تطور القفطان من خلال التصاميم المغربية الحديثة، مما يعزز مكانته العالمية كجزء من الثقافة المعاصرة. وفي هذا السياق، يدعو عصام العزيزي المغاربة إلى التوحد والمشاركة في الحملة عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتعزيز صوتهم ضد الاستيلاء الثقافي وضمان الاعتراف بحق المغرب في تراثه.
بهذه الحملة، يعبر المغاربة عن حرصهم على صون إرثهم الثقافي وحمايته من الاندثار، في ظل تحديات العولمة التي قد تهدد الهوية الوطنية، مؤكدين أن المغرب لن يتهاون في الدفاع عن تراثه الذي يمثل جزءًا جوهريًا من هويته الوطنية.
عصام العزيزي
17/11/2025











