تواجه منظمة الصحة العالمية تحدّياً مالياً غير مسبوق، بعدما أعلنت حاجتها إلى مليار دولار إضافي لتأمين موازنتها للفترة 2026-2027، في وقت تحاول فيه تعويض الفراغ الذي خلّفه انسحاب الولايات المتحدة من تمويلها هذا العام. فقد أدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف الدعم، وهو دعم كانت تعتمد عليه المنظمة بشكل أساسي، إلى تقليص ميزانيتها من 5.3 مليارات دولار إلى 4.2 مليارات فقط.
وخلال إحاطة للدول الأعضاء، أوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن السنة الجارية كانت من أصعب المراحل في تاريخ المؤسسة، بعدما اضطرت إلى إعادة ترتيب الأولويات وتوجيه الموارد بشكل قاسٍ، الأمر الذي انعكس على عدد العاملين فيها. وأكد أن المنظمة نجحت في تعبئة 75% من موازنتها المقبلة، لكنها ما تزال تواجه فجوة مالية كبيرة تُقدَّر بمليار دولار، في ظل صعوبة غير مسبوقة في حشد التمويلات الطوعية.
هذه التحديات المالية انعكست بوضوح على الخدمات الصحية في عدد من المناطق الأكثر هشاشة، حيث اضطرت آلاف المرافق إلى تقليص عملياتها أو تعليقها بسبب تقلص المساعدات الدولية. وأشار تيدروس إلى أن إجراءات خفض النفقات أسهمت في الحد من عدد الوظائف التي كان متوقعاً إلغاؤها، إذ تراجع الرقم من 2900 وظيفة إلى 1282 فقط، فيما غادر أزيد من ألف موظف بشكل طوعي عبر التقاعد أو انتهاء العقود المؤقتة.
20/11/2025











