kawalisrif@hotmail.com

الناظور :    الحفل الختامي لمهرجان الذاكرة المشتركة للسينما … ليلة في فندق ميركور تتوَّج فيها الصورة وتنتصر فيها الذاكرة

الناظور : الحفل الختامي لمهرجان الذاكرة المشتركة للسينما … ليلة في فندق ميركور تتوَّج فيها الصورة وتنتصر فيها الذاكرة

أسدل مهرجان الذاكرة المشتركة للسينما ستاره على دورته الحالية في حفل ختامي أنيق احتضنه بهو فندق ميركور بمدينة الناظور، وفق اختيار فني متقن من المنظمين الذين فضّلوا فضاءً مفتوحاً وواسعاً بدل القاعة المغلقة، بهدف خلق أجواء أكثر حميمية ودفئاً بين الحاضرين. ولم يكن الحفل مجرد نهاية لأيام من العروض والنقاشات، بل كان مناسبة للاحتفاء بقدرة السينما على جمع الناس وصون الذاكرة الإنسانية المشتركة.

رغم أن بهو الفندق لا يتجاوز مائة وخمسين مقعداً، فإن الانفتاح المباشر على ضفة البحيرة منح الأمسية بعداً شعرياً نادراً، حيث امتزجت أضواء الحفل مع انعكاسات الماء، ما جعل لحظات التتويج أكثر جمالاً وحضوراً. ومنذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن اختيار البهو لم يكن قراراً تنظيمياً فحسب، بل رؤية فنية متجانسة مع روح المهرجان، إذ أتاح للضيوف—من مخرجين وممثلين ومنتجين وأكاديميين وشخصيات ثقافية—فرصة التفاعل القريب وتبادل الحوار في أجواء تجمع بين البساطة والأناقة.

شهد الحفل تكريماً خاصاً للخليفة الأول لرئيس مجلس المستشارين، عبد القادر سلامة، من خلال تقديم الدعم المعنوي والمادي في شخص نجله سفيان سلامة، عرفاناً بمساهمته في إثراء الحركة السينمائية الوطنية.

وفي لحظة الترقب، أعلنت لجان التحكيم عن الجوائز المخصّصة للأعمال المشاركة، وكانت النتائج على النحو التالي:

جائزة الفيلم القصير باسم نور الدين الصايل: ذهبت إلى فيلم انديردوكس إنتاج بلجيكي، مع تنويهين لفيلمين قصيرين هما أخوة الرضاعة وحمي.

جائزة الفيلم الوثائقي: من نصيب فيلم عادت الأشجار الصامتة من بولونيا.

جائزة البحث الثقافي: ذهبت إلى فيلم استقلال الجزائر لمخرجه حسن البوهروتي، سليل بلدة تفرسيت في الدريوش.

جائزة الفيلم الطويل الروائي: نال فيلم وشم الريح تنويهاً خاصاً، بينما حصل فيلم بكاء الأبطال على جائزة متميزة.

جائزة أفضل ممثل: أُعطيت للممثل ادوارد فرنانديز، أما أفضل ممثلة فكانت من نصيب كلارا سيغورة.

الجائزة الكبرى للفيلم الطويل الروائي تحت اسم الرحلة ليلى مزيان: ذهبت إلى فيلم استمع للصمت إنتاج بلجيكي فرنسي.

جائزة السيناريو: نالتها تحفة ثروة بلا دماء.

تميزت الدورة الحالية بحضور قوي للأعمال المغربية، التي استطاعت أن تحجز لها موقعاً بارزاً بفضل جودة الإخراج وعمق الرؤية الفنية. كما أبدع مخرجون من الجالية المغربية بالخارج في أعمال تمزج بين الذاكرة والهجرة والانتماء، ما أكسب الحفل طابعاً دولياً يعكس حضور السينما المغربية على الساحة العالمية.

اختُتمت الأمسية بكلمات إشادة بالمنظمين وبالدور الذي يضطلع به المهرجان في تعزيز صورة مدينة الناظور كملتقى ثقافي يحتضن الفن ويفتح ذراعيه للتنوع والذاكرة المشتركة. ومع آخر أضواء الحفل على مياه البحيرة، تجسدت مرة أخرى رسالة المهرجان الكبرى: بناء ذاكرة مشتركة عبر قوة الصورة والسينما كجسر للتقارب بين الثقافات.

20/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts