kawalisrif@hotmail.com

عبورُ مضيق جبل طارق سباحةً… تجربة عالمية تتّسع، وحضور مغربي يوقّع محطات تاريخية

عبورُ مضيق جبل طارق سباحةً… تجربة عالمية تتّسع، وحضور مغربي يوقّع محطات تاريخية

يختتم مضيق جبل طارق موسمه الرياضي لعام 2025 بصورة تؤكد تحوله إلى منصة عالمية تُجذب إليها المغامرين من مختلف القارات، في نقطة التقاء فريدة بين جنوب إسبانيا وشمال المغرب. فحسب جمعية العبور سباحةً (ACNEG)، عرف هذا الموسم مشاركة 143 سبّاحاً من جنسيات متعددة، نُفذ خلالها 48 عبوراً كاملاً بين طريفة والساحل المغربي، بينما لم تتجاوز نسبة النجاح 8%، ما يعكس تعقيد التيارات البحرية وصعوبة هذا الممر الذي يبقى من أكثر نقاط العبور حساسية في العالم.

وقد حقق الموسم أرقاماً جديدة لافتة في فئة السباحة دون بدلة، كان أبرزها توقيت الألماني أندرياس فاشبورغَر الذي قطع المسافة في ساعتين و51 دقيقة، فيما سجلت الهندية ساياني داس والأمريكية سارة سوزان توماس الزمن نفسه لدى النساء. وفي فئة السباحة بالبدلة برز الإسباني خورخي إيبانييث بزمن 3:12، بينما حققت البريطانية بيليندا ماري ماكجينلي أفضل توقيت نسائي بـ 3:37، لترتفع المنافسة بين أوروبا وآسيا وأمريكا على خط مائي لا يمنح النجاح إلا للأكثر استعداداً.

ولم يخلُ الموسم من مشاهد مؤثرة صنعها سباحون تجاوزوا الستين والسبعين عاماً بإصرار لافت، من بينهم البيروفي لويس نورييغا (72 عاماً) الذي قطع المسافة دون بدلة في 3:52، والبريطانية كاثرين ماسون (66 عاماً) التي أنهت التحدي في 4:32. أما مع البدلة، فقد تفوق المكسيكي ألفريدو تيرادو تشافيث البالغ 74 عاماً بزمن 3:52، والأسترالية جانيت آدامز بزمن 4:51، في رسائل تؤكد أن روح المغامرة لا يحدّها العمر.

كما شهد الموسم صعود جيل جديد من السباحين، خاصة من الهند التي تزداد حضوراً في سباقات المياه المفتوحة، حيث سجل الشاب أنشومان جهينغران 3:51 دون بدلة، وحققت مواطنته ساياني داس التوقيت نفسه لدى النساء، فيما برز الإسبان أيضاً في فئة السباحة بالبدلة عبر نيو غالسيران ونوريا آخا راباغو.

غير أن إحدى أهم المحطات كانت مغربية بامتياز، حين تمكن السباح محمد أمين الفطمي من تسجيل أول عبور مغربي بأسلوب السباحة على الصدر (Braza) بزمن 5:15، في إنجاز يضيف حضوراً مشرفاً للمغرب على خريطة هذا المسار العالمي. وإلى جانب هذا الإنجاز، برز حدث إنساني مؤثر تمثل في أول عبور لسبّاح مصاب بالتوحّد، وهو التركي تونا تونكا الذي أكمل الرحلة في 5:32، فيما واصلت سبّاحة تبلغ 61 عاماً كتابة اسمها في تاريخ تحدي “المحيطات السبعة” بإنهاء المسار في 4:01.

وتوضح جمعية ACNEG أن الموسم لم يكن سهلاً بسبب تأثير رياح الشرقي العنيفة في شهري سبتمبر وأكتوبر، ما تسبب في تعليق العديد من عمليات الانطلاق. ومع ذلك، ساهم التنسيق بين السلطات المغربية والإسبانية في تذليل الصعوبات وضمان مرور الأنشطة في أفضل الظروف الممكنة، ضمن تعاون يعكس خصوصية المضيق باعتباره جسراً طبيعياً يربط بين ضفّتين، وفضاءً مفتوحاً للتحدي الرياضي والإنجاز الإنساني.

20/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts