دخل مغنّي الراب مراد الخطّوطي، المعروف فنياً بـ“Morad”، سجن بريانس 2 ضواحي برشلونة، لتنفيذ عقوبة حُكم بها في وقت سابق: ستة أشهر سجناً بعد إدانته بتهمة تتعلق بسلامة المرور عقب تجاوزه نقطة تفتيش أمنية ورفضه الامتثال لأوامر الشرطة. الفنان الإسباني ذو الأصول المغربية قدّم نفسه طوعاً للسلطات بعد فشل آخر محاولة قانونية لتعليق تنفيذ الحكم.
هذا الملف، رغم بساطة العقوبة، لم يكن بالنسبة للنيابة العامة مجرد حادث عابر، بل رأت فيه جزءاً من “سلوك متكرر” لفنان اعتادت الشرطة الكتالونية على الاحتكاك معه، في سياق علاقة متوترة بين موراد والأجهزة الأمنية منذ سنوات. الصحافة المحلية سبق أن أشارت إلى مواجهات سابقة بينه وبين الشرطة في محيط حي لا فلوريدا بلّوش هوسبيتاليت، حيث ينحدر ويجد قاعدة جماهيرية واسعة بين شباب الهامش.
ورغم أن الفريق القانوني لموراد الذي يتحدر أصله من الدريوش ، حاول الدفع باتجاه تعليق تنفيذ العقوبة، بدعوى أن الحكم قصير ولا يبرر دخول السجن، فإن النيابة شددت على أن “السوابق” تجعل تعليق التنفيذ غير ممكن. وهكذا انتهى الشاب الذي يُعدّ أحد أبرز وجوه “التراب” في إسبانيا إلى دخول المؤسسة السجنية، ليس بسبب ملفات عنف أو مخدرات كما يجري الترويج في بعض السرديات، بل لواقعة مرورية تطورت إلى قضية جنائية كاملة.
دخول مراد السجن يعيد طرح النقاش داخل الأوساط الحقوقية والإعلامية حول طريقة تعامل القضاء والشرطة الإسبانيين مع أبناء الهجرة، وخصوصاً الشباب المنحدرين من أحياء شعبية يَسهل ـ وفق منظمات حقوقية ـ شيطنتهم في الخطاب العام. موراد نفسه صرّح في مقابلات سابقة أنه “صُوّر كأنه الأخطر في العالم دون أن يُعرف فعلياً”، في إشارة إلى التغطية الإعلامية التي تحيط بكل تحرك له.
وبين مطرقة القانون وسندان الصورة النمطية، يجد الفنان الشاب نفسه أمام مرحلة جديدة قد تكون منعطفاً في مساره الفني الذي انطلق من الشارع ووصل إلى منصات الموسيقى الأكثر تأثيراً في إسبانيا. أما في المغرب، حيث يتابع عدد كبير من الشباب تجربة موراد باعتبارها قصة صعود من الهامش، فستُقرأ هذه الواقعة مرة أخرى باعتبارها مثالاً على التعاطي المتشدد مع الفنانين من أصول مهاجرة داخل الفضاء الأوروبي.
المفارقة أن مراد، الذي نادراً ما يفصل جمهوره بين فنه وحياته اليومية، يدخل السجن في وقت يواصل فيه إنتاج أعمال موسيقية تتصدر المشاهدات، ما يجعل قصته تتجاوز مجرد عقوبة مرورية إلى قضية أوسع حول هوية الفنان، وموقعه داخل مجتمع لا يزال يتلمّس طريقه في استيعاب تنوعه الثقافي والعرقي.
20/11/2025











