في خطوة جديدة تعزّز ريادة المغرب في صون التعدّد الديني والثقافي، تستعد مدينة دمنات لاحتضان مشروع ثقافي نوعي يتمثّل في تحويل دار مولاي هاشم—أحد أعرق المعالم التاريخية بالمدينة—إلى مركز مخصص للثقافة اليهودية، يهدف إلى حفظ الذاكرة ونقل التقاليد وترسيخ قيم التعايش.
التحول الذي سيشهده الموقع لا يقتصر على إعادة تأهيله عمرانياً، بل يندرج ضمن استراتيجية وطنية شاملة أطلقها المغرب في عهد الملك محمد السادس، وتروم حماية التراث اليهودي باعتباره جزءاً أصيلاً من الهوية المغربية المتعددة.
هذه الرؤية تتجاوز الحفاظ على البنايات إلى بعث الحياة في الذاكرة اليهودية المغربية من خلال المعارض، والفعاليات الثقافية، والأنشطة التعليمية التي ستستضيفها دار مولاي هاشم بعد افتتاحها.
سيكون المركز الجديد فضاءً مفتوحاً لجميع الزوار، المغاربة والأجانب، المسلمين واليهود، بما يجعله منصة حقيقية لـالحوار والتلاقح الثقافي. وسيضم برامج تربوية ولقاءات فكرية تُعرّف بتاريخ اليهود المغاربة وأدوارهم في تشكيل الهوية الوطنية عبر القرون.
بالنسبة لقيّمي المشروع، فإن هذا المركز يحمل رسالة واضحة:
المغرب ليس فقط أرضاً لتعايش الأديان، بل نموذجاً حياً يحتضن تنوعه ويحوّله إلى قوة ثقافية وحضارية.
يأتي المشروع ليؤكد مرة أخرى تفرّد التجربة المغربية، حيث يشكّل الاعتناء بالتراث اليهودي—من المعابد والمقابر إلى الأحياء والمراكز الثقافية—جزءاً من سياسة دولة ترى في التعددية غنىً لا تهديداً.
وهكذا، تتحول دار مولاي هاشم إلى شاهد جديد على استمرارية الروح المغربية التي تحفظ موروثها، وتكرّم تنوعها، وتفتح أبوابها للعالم بثقة ورؤية حضارية واضحة.
20/11/2025











