تعيش مدينة الناظور خلال السنوات الأخيرة واحدة من أسوأ مراحلها على مستوى تدبير الشأن المحلي، حيث تتراكم مظاهر التهميش في أغلب الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان، بينما يكتفي المجلس الجماعي بعمليات تجميل ظرفية لا تُخفي عمق الأزمة التي تنخر البنية الحضرية للمدينة.
في جولة بسيطة داخل أحياء المدينة، يتضح مستوى التدهور البنيوي الذي تعيشه الناظور ، طرقات محفّرة، مسالك تتحول إلى برك موحلة مع أول قطرات المطر، وانتشار عشوائي للنفايات في غياب منظومة فعالة للتدبير. هذه المظاهر لم تعد حالات معزولة، بل واقعاً يومياً يؤثر على جودة عيش آلاف الأسر.
ورغم الميزانيات التي صُرفت خلال السنوات الأخيرة، لا يظهر أي مؤشر فعلي للتنمية داخل الأحياء الشعبية التي تُركت لمصيرها في غياب رؤية حضرية مندمجة.
يحمّل عدد من المتابعين للشأن المحلي مسؤولية الوضع الراهن إلى جميع مكونات المجلس الجماعي، التي اكتفت بالصراعات السياسية وتبادل الاتهامات بدل إطلاق مشاريع حقيقية لتحسين وتطوير المدينة.
وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات المواطنين للمطالبة بتدخل عاجل، يستمر المشهد في الدوران داخل حلقة مفرغة من الوعود غير المنجزة.
رغم حجم الأعطاب المتراكمة، يكتفي المجلس بتزيين بعض المسارات التي يصفها السكان بـ”المكياج الحضري”؛ خاصة المنطقة المحيطة بـ”لعري نالشيخ” ، إضافة إلى المحور الطرقي النافورة-الداويلز، حيث تُطلق عمليات تجميل محدودة لا تعكس أي مشروع شامل لإعادة الاعتبار للمدينة.
هذه “التجميلات” التي تقتصر على محاور محددة تُثير تساؤلات واسعة، لكونها تُعطي الانطباع بأن المدينة تُدبَّر بمنطق غير تنموي، فيما تُترك الأحياء الشعبية الكبرى تواجه الإهمال.
يبدو اليوم أن الناظور تحتاج إلى ما هو أكبر من إصلاحات سطحية أو ترقيعات محدودة. فالمدينة في حاجة إلى مخطط حضري متكامل يعالج البنية التحتية، وقطاع النظافة، وتنظيم السير، وتأهيل الأحياء المهمشة وفق استراتيجية واضحة تشارك في صياغتها وتنفيذها جميع المؤسسات والجهات المعنية.
وفي ظل بوادر احتقان اجتماعي نتيجة التدهور المستمر، تبدو الكرة الآن في ملعب المنتخبين والسلطات المحلية لإعادة الثقة وإطلاق مسار إصلاح حقيقي يعيد للناظور مكانتها كمدينة مؤهلة للتنمية.
22/11/2025











