kawalisrif@hotmail.com

الذكاء الاصطناعي يعيد الصوت لمريض التصلب الجانبي الضموري

الذكاء الاصطناعي يعيد الصوت لمريض التصلب الجانبي الضموري

تمكن مشروع رائد في مدينة فالنسيا الإسبانية من إعادة الصوت الطبيعي لمريض مصاب بمرض التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي نادر يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة والكلام تدريجيًا. يمثل هذا الإنجاز خطوة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي وإثباتًا للقدرة الإنسانية للتقنيات الحديثة.

المستفيد من هذا المشروع هو فران فيفو، رجل إطفاء غابات يبلغ من العمر ستة وثلاثين عامًا، شُخّصت إصابته بالمرض سنة ألفين وتسعة عشر، وفقد القدرة على الكلام بعد عامين بسبب عملية جراحية لفتح القصبة الهوائية المرتبطة بتقدم المرض.

يقود المشروع الباحث جوردي ليناريس، عضو وحدة البحث المختلطة في شبكة فالنسيا للذكاء الاصطناعي ومعهد فالنسيا للبحث في الذكاء الاصطناعي. ركز الفريق على الجانب الإنساني للتقنيات الحديثة وعلى إبراز معاناة المرضى المصابين بالتصلب الجانبي الضموري. وقد تمكن الفريق من إعادة صوت فران ليتمكن من التواصل مع عائلته وأصدقائه بصوته الطبيعي، بعيدًا عن الصوت الاصطناعي البارد، ما يشكل تطورًا مقارنة بالأنظمة السابقة.

وصل المشروع إلى شبكة البحث بمبادرة من الوثائقي أليكس باديا ومن الباحثة جيما بينيرو من معهد البحث العلمي في الجامعة. وواجه الفريق تحديًا كبيرًا يتمثل في إعادة بناء صوت فران اعتمادًا على حوالي عشرين دقيقة فقط من التسجيلات الصوتية، المسترجعة من رسائل واتساب الصوتية باللغتين الإسبانية والفالنسية.

اعتمد الباحثون على شبكات عصبية متقدمة قادرة على العمل مع مجموعات بيانات محدودة، خاصة للغة الفالنسية التي تفتقر إلى الموارد الكافية. حللوا ديناميكيات الصوت، وأدخلوا التعديلات العاطفية، وأنشأوا نموذجًا تكيفيًا يضمن أن تكون كلمات فران مليئة بخصائصه الإنسانية ونبرته الخاصة، بعيدًا عن الصوت الآلي.

لعبت عائلة فران دورًا أساسيًا في العملية، إذ ساعدت على ضبط النبرة العاطفية وهدف الرسائل من خلال محرر يحافظ على هوية الصوت، ما جعل المشروع يعيد له هويته الإنسانية وليس مجرد صوته. ويقول فران إن هذا الإنجاز يفتح أفق الأمل لجميع مرضى التصلب الجانبي الضموري الذين فقدوا القدرة على الكلام.

المجموعة المسؤولة عن المشروع، VertexLit، أنجزته بشكل تطوعي كامل لإبراز قدرة الذكاء الاصطناعي على استعادة القدرات المفقودة وكرامة حياة الأشخاص الذين يعيشون ظروفًا صعبة. وقال الباحث ليناريس إن الهدف من المشروع هو منح المرضى المصابين منصة صوتية في مجتمع غالبًا ما يظل فيه مرضهم غير مرئي، رغم معاناتهم العميقة. وأضاف: “هذا الصوت ليس فقط من أجل فران، بل من أجل كل هؤلاء المرضى”.

من جهته، أكد فيسنت بوتي، مسؤول المعهد، أن المشروع ليس مجرد تجربة أو عرضًا تكنولوجيًا، بل استجابة للتحدي القائل إن “العلم والتقنية يجب أن تكون في خدمة من هم في أشد الحاجة إليها”. موضحًا أن “تمامًا كما عاد صوت فران، يمكن لآلاف الأصوات الأخرى أن تُسمع مجددًا”.

وقد قُدم هذا الإنجاز في إطار الأيام العلمية للمعهد، حيث عرض الباحثون تطورات الذكاء الاصطناعي في مجالات أخرى مثل الترجمة الآلية، واستخراج وتحليل التعليقات من الإنترنت، والكشف الآلي عن المواد البلاستيكية الدقيقة، وتعزيز الأمان في البيئات الافتراضية والهجينة.

24/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts