أظهرت توقعات مؤسسة “فوكس إيكونوميكس” قائمة الدول الأكثر مديونية في العالم خلال عام 2025، وفق معيار نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو المؤشر الأبرز لقياس قدرة الدول على تحمل التزاماتها المالية. وشملت القائمة مزيجاً من الاقتصادات المتقدمة والنامية، فيما برز حضور عربي لافت بوجود البحرين والسودان ضمن الدول العشر الأولى. واحتلت اليابان الصدارة بنسبة دين تصل إلى 242 في المئة، نتيجة عقود من الإنفاق الحكومي المكثف ومشاريع البنية التحتية الضخمة وتكاليف الشيخوخة السكانية، ورغم ضخامة الرقم، فإن كون جزء كبير من هذا الدين داخلياً يساهم في تقليل مخاطر الاقتراض على المدى القصير.
وسجلت سنغافورة نسبة 173 في المئة، إلا أن التقرير أوضح أن هذا الرقم يعكس سياسة مقصودة لتعزيز الادخار الإلزامي وتطوير النظام المالي لا أزمة مالية، خلافاً لإريتريا التي بلغت نسبة دينها 210 في المئة بفعل الصراعات العسكرية ونظام الخدمة الإلزامية والعزلة الدولية. وفي السياق العربي، حلت البحرين بنسبة 131 في المئة بعد تضاعف دينها خلال العقد الأخير بفعل انهيار أسعار النفط بين 2014 و2016 وتزايد تكاليف تنويع الاقتصاد، بينما يتوقع أن يصل دين السودان إلى 128 في المئة نتيجة عقود من الاضطرابات الداخلية وسوء الإدارة والعقوبات، إضافة إلى تداعيات انفصال الجنوب وفقدان عائدات النفط.
وفي أوروبا، تواصل اليونان مواجهة إرث أزمتها المالية بنسبة دين تبلغ 149 في المئة، رغم التحسن النسبي منذ الجائحة، تليها إيطاليا بنسبة 138 في المئة نتيجة النمو البطيء والإنفاق المرتفع على التقاعد، ثم فرنسا بنسبة 116 في المئة بسبب عجز مزمن في الميزانية ورفض شعبي متكرر لإجراءات التقشف. أما الولايات المتحدة، فيُتوقع أن يناهز دينها 124 في المئة خلال 2025 بفعل التخفيضات الضريبية وارتفاع كلفة برامج الشيخوخة والرعاية الصحية، وسط استمرار الجدل السياسي بشأن سقف الدين، فيما يظل وضعها قابلًا للإدارة بفضل قوة الدولار. واختُتم التقرير بالإشارة إلى دخول جزر المالديف منطقة الخطر بارتفاع دينها إلى 125 في المئة بسبب الاقتراض لتمويل مشاريع بنية تحتية كبرى وتضرر السياحة بعد جائحة كورونا، ما يبقيها عرضة لضغوط مالية متصاعدة رغم الدعم الخارجي.
25/11/2025











