kawalisrif@hotmail.com

وثيقة “لا ثيدولا”: درع قانوني يحمي المهاجر المغربي من تعقيدات الإدارة الإسبانية

وثيقة “لا ثيدولا”: درع قانوني يحمي المهاجر المغربي من تعقيدات الإدارة الإسبانية

تتنامى معاناة المهاجرين المغاربة في إسبانيا بسبب التعقيدات الإدارية التي تُثقل مساطر الحصول على تصاريح الإقامة، حيث تمتد فترات الانتظار لأشهر طويلة نتيجة بطء مكاتب الهجرة وتضارب المواعيد. وفي خضم هذا الواقع، يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للعودة إلى المغرب بسبب حوادث طارئة كوفاة قريب أو ظرف عائلي لا يحتمل التأجيل، ما يضعهم أمام سؤال محوري: كيف يمكن السفر دون التضحية بملف الإقامة؟

هنا تبرز أهمية وثيقة “لا ثيدولا” Cédula de inscripción، التي تشكّل في نظر الجالية المغربية بمثابة طوق نجاة قانوني يسمح بالسفر والعودة إلى إسبانيا دون الإضرار بمسطرة الإقامة. فهذه الوثيقة تصدرها الشرطة الإسبانية للأجانب الذين يتعذّر عليهم الحصول على جواز سفر مؤقتاً، وتتيح لهم التحرك بين البلدين دون مخاوف من اعتبار ملفهم متخلى عنه أو ملغى.

وتكتسي “لا ثيدولا” أهمية خاصة لأنها وثيقة رسمية تحدد مواصفاتها وزارة الداخلية، وتُجدّد سنوياً. ورغم بساطة تكلفتها—التي لا تتجاوز 3,27 يورو—فإنها تتطلب مسطراً واضحاً: تعبئة نموذج EX16، أداء الضريبة 790 – رمز 012، الإدلاء بشهادة السكن (Padrón)، وتقديم وثيقة موثقة (Acta Notarial) تثبت عدم توفر المعني على جواز سفر ساري.

ويتم إيداع الطلب حضورياً في مكاتب الهجرة أو مراكز الشرطة الوطنية، حيث يُعامَل كوثيقة سفر قانونية تسمح للمهاجر المغربي بتدبير شؤونه العائلية دون تهديد لملف إقامته. وتشكل “لا ثيدولا” في النهاية مرآة للواقع الإداري الإسباني الذي يتسم بالبطء، لكنها أيضاً حلّاً مؤسساتياً يمنح الجالية المغربية متنفساً ضرورياً خلال فترات الانتظار الطويلة التي باتت سمة ثابتة في مسار الهجرة بإسبانيا.

25/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts