تتواصل معاناة الأسر المتضررة من زلزال الحوز مع انخفاض درجات الحرارة، إذ يجد الكثير منهم أنفسهم مازالوا داخل خيام تصفها السلطات الجماعية بأنها بلاستيكية ومقاومة للأمطار، فيما تؤكد جمعيات مدنية أن الاكتفاء بإزالتها لا يشكل حلاً حقيقياً، بل يستدعي تدخلاً حكومياً مباشراً لتجاوز الوضع. محمد بلعسري، رئيس جماعة أداسيل بإقليم شيشاوة، أكد أن وتيرة إعادة الإعمار تعرف تقدماً، لكنه أقر بأن دواوير كـ“تيكخت” ما تزال تواجه صعوبات كبيرة، خصوصاً أن بعض المستفيدين لم يباشروا البناء بعد، وأن المقاولين يواجهون عراقيل مرتبطة بتوفير المواد وانطلاق الأشغال بوتيرة منتظمة.
وفي الوقت الذي يبرز فيه دور المجتمع المدني خلال هذا الفصل البارد لمحاولة سد الخصاص، يشير بلعسري إلى أن جوهر الإشكال يظل مرتبطاً بضعف تأهيل المساجد والحجرات الدراسية، رغم التحسن النسبي في البنية التحتية استعداداً لموسم الأمطار. هذا التأخر في شق من المرافق الحيوية يضع سكان المناطق المتضررة أمام تحديات يومية، ويجعل إعادة الاستقرار أمراً أكثر تعقيداً مع تغير الظروف المناخية.
من جانبه، يرى الحسين المسحت، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل، أن إعادة الإعمار ما تزال متعثرة، مشيراً إلى استمرار احتجاجات المتضررين ووجود عدد كبير منهم في خيام بين الحوز وتارودانت وشيشاوة. ويعزو هذا التأخر إلى اختلالات في الإحصاء، معتبراً أن بقاء الأسر تحت الخيام بعد ثلاث سنوات من الزلزال أمر غير مقبول في ظل موجات البرد القارس. ويشدّد المسحت على ضرورة توفير فضاءات سكنية مؤقتة تراعي الكرامة الإنسانية، محذراً من أن الشعور بالتهميش قد يتفاقم لدى المتضررين ما لم تتحمل الحكومة مسؤوليتها كاملة في تسريع الحلول وتنفيذ الإجراءات العالقة.
25/11/2025











