انتقدت فعاليات مدنية الوضع المتردي الذي يعانيه المرضى المحتاجون للدم بشكل دوري في مستشفيات طنجة، معتبرة أن مركز تحاقن الدم بالمدينة عاجز عن تلبية حاجيات السكان ويعاني اختلالات هيكلية وتنظيمية. وقالت حميدة البورتاشي، رئيسة فرع الجمعية المغربية للثلاميسيا وأمراض الهيموغلوبين، إن المرضى الذين يحتاجون إلى تزويدهم بالدم كل عشرين يوماً يواجهون صعوبات بالغة داخل المستشفيات العمومية، لافتة إلى تسجيل حالات وفاة خلال السنتين الأخيرتين بسبب التأخر في الحصول على الكميات الضرورية.
وأشارت البورتاشي في تصريح لـكواليس الريف إلى وجود “شبكات مصالح” تحول دون إصلاح المركز، مؤكدة أن المرضى المنتمين للطبقات الفقيرة يواجهون عراقيل كبيرة للوصول إلى الدم، في حين تحظى المصحات الخاصة بالأولوية لكونها تؤدي مقابلاً مالياً يصل إلى 500 درهم للكيس الواحد وتعيد بيعه بأضعاف السعر. وتساءلت عن مصير المرضى من الأسر محدودة الدخل، خاصة في ظل التعقيدات المرتبطة بنظام الضمان الاجتماعي، مطالبة السلطات بالتدخل العاجل لحماية حياة فئات واسعة من المرضى المهددين.
من جهته، انتقد سليمان فرج، رئيس جمعية “باقي الخير”، البنية المتقادمة للمركز وتوقيت استقبال المتبرعين الذي ينحصر بين التاسعة صباحاً والواحدة زوالاً، معتبراً أنه غير مناسب ويدفع الكثيرين إلى العزوف عن التبرع. وأوضح أن جمعيته نجحت خلال السنوات الماضية في جمع مئات الأكياس عبر حملات منتظمة، قبل أن تُمنع هذا العام من تنظيم حملة صيفية بذريعة “امتلاء البرنامج”، وهو ما اعتبره مؤشراً على خلل عميق في تدبير الدم بالمدينة. ودعا فرج إلى مراجعة طريقة عمل المركز وفتح الباب أمام حملات جمع الدم باعتبارها ضرورة لإنقاذ الأرواح في مدينة كطنجة، التي لا يواكب مركزها الحالي حجم الطلب المتزايد.
26/11/2025











