kawalisrif@hotmail.com

إفريقيا الجديدة: عقيدة “StraitBelt” لإعادة رسم القوة والسيادة في القرن الحادي والعشرين

إفريقيا الجديدة: عقيدة “StraitBelt” لإعادة رسم القوة والسيادة في القرن الحادي والعشرين

كشفت دراسة استراتيجية أعدها الخبير الجيو-استراتيجي الشرقاوي الروداني، ونشرت على منصة “Geopolitical Monitor”، عن رؤية طموحة لإفريقيا تقوم على إعادة تعريف القوة من خلال السيطرة على مسارات التجارة والطاقة العالمية، بدلاً من الاقتصار على الحدود التقليدية. وتطرح عقيدة “StraitBelt” مفهوم سيادة جديد يعتمد على الكفاءة في الربط والتنسيق بين الدول، مستفيدة من الموقع الجغرافي الحيوي لدول شمال وغرب القارة، وموصوفة بأنها مدرسة تفكير مغربية حديثة تستلهم من كبار المنظرين الاستراتيجيين لكنها تتكيف مع الواقع الإفريقي الراهن.

تؤكد الدراسة أن القوة في القرن الحادي والعشرين تنتقل عبر الممرات الحيوية وسلاسل القيمة المترابطة التي تحمل الغالبية العظمى من التجارة العالمية، وليس فقط من خلال الجغرافيا أو التفوق العسكري. وتوضح الوثيقة أن القارة الإفريقية، بوزنها الديموغرافي المتوقع أن يصل إلى 2.5 مليار نسمة بحلول 2050 وامتلاكها لثروات معدنية حيوية وموقع بحري استراتيجي، باتت قادرة على لعب دور محوري في إعادة رسم الترابط العالمي، من خلال محاور مترابطة تشمل الساحل الصحراوي والأطلسي والأورو-متوسطي، مع التركيز على الربط بين الدول الساحلية وغير الساحلية وكفاءة إدارة السلاسل اللوجستية لضمان الاستقرار ومكافحة التطرف.

ويبرز المفهوم الجديد أن السيادة تُمارس عبر التنسيق المشترك والمرونة وكفاءة الامتصاص للصدمات، وليس بالانعزال أو الحصار. وتشير الدراسة إلى أن التحول الإفريقي يتضمن الانتقال من تصدير المواد الخام إلى إنتاج سلع مصنعة وطاقة خضراء وأنظمة تنظيمية محلية، مع وضع معايير إستراتيجية للفترة 2030-2035 تشمل تقليل التكاليف اللوجستية ومضاعفة تدفقات الحاويات بين الدول الإفريقية. ويخلص الروداني إلى أن عقيدة “StraitBelt” تجعل من إفريقيا مهندساً قادراً على تشكيل قواعد وممرات استراتيجية تحدد مستقبل الترابط العالمي وتعيد رسم موازين القوة في الجنوب العالمي.

26/11/2025

مقالات خاصة

Related Posts