kawalisrif@hotmail.com

احتجاجات أمام منزل الرئيس الإسرائيلي بعد طلب نتنياهو العفو عنه … غضب شعبي وارتباك سياسي

احتجاجات أمام منزل الرئيس الإسرائيلي بعد طلب نتنياهو العفو عنه … غضب شعبي وارتباك سياسي

شهدت إسرائيل، مساء الأحد، موجة احتجاجية جديدة بعد ساعات فقط من تقدّم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بطلب رسمي للعفو من الرئيس يتسحاق هرتسوغ. عشرات المتظاهرين تجمعوا أمام مقر إقامة الرئيس، رافعين لافتات ومجسّدين عرضاً رمزياً أُطلق عليه “جمهورية الموز”، في إشارة إلى ما يعتبرونه “انهياراً أخلاقياً وقانونياً” داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية.

هذا المشهد، الذي يعكس توتراً متصاعداً في المجتمع الإسرائيلي، يحضر أيضاً في القراءات الإقليمية، خصوصاً وقد جاء في ظل مرحلة حساسة داخلياً وخارجياً، وسط تراجع ثقة الشارع في النُّخب السياسية وتزايد الانقسامات داخل الدولة العبرية—وهو ما تتابعه الرباط بعين يقظة ضمن سياق تقييم التحولات الاستراتيجية في المنطقة.

في قلب الاحتجاجات، وجّهت شيكما بريسيلر، إحدى أبرز وجوه الحراك المعارض، رسالة شديدة اللهجة للرئيس هرتسوغ قالت فيها: “مواطني إسرائيل يعلمون أنك الحلقة الأضعف… لا تسمح بتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية جهادية”. خطاب يعكس حجم القلق الذي يتنامى في الشارع من احتمال قبول الرئيس طلب العفو، وما قد يعنيه ذلك من تكريس سابقة سياسية خطيرة.

وحسب ما كشفه محلل الشؤون القانونية بقناة إسرائيلية، أفيشاي غرينسيح، فإن طلب نتنياهو تضمن وثيقتين: رسالة مطوّلة من محاميه، وأخرى شخصية وقعها بنفسه، دعا فيها إلى “خفض التوتر” داخل المجتمع الإسرائيلي، معتبراً أنّ قضيته أصبحت محوراً للانقسام وأنه يتحمّل “مسؤولية عامة وأخلاقية”.

لكن ردود الفعل السياسية جاءت نارِية. زعيم المعارضة يائير لابيد اعتبر أنّ أي عفو دون اعتراف بالذنب واعتزال فوري للحياة السياسية سيكون “كارثة أخلاقية وقانونية”. أمّا يائير غولان، رئيس حزب الديمقراطيين والجنرال المتقاعد، فذهب أبعد قائلاً: “فقط مذنب يطلب العفو… بعد ثماني سنوات من المحاكمة، وعندما لم تنهَر القضايا ضده، يطلب نتنياهو الهروب عبر العفو. الوحدة لن تتحقق إلا باعترافه بالذنب وخروجه من الحياة العامة”.

هذه التطورات، التي تُعيد فتح ملفات الفساد الثقيلة التي تلاحق نتنياهو منذ سنوات، تأتي في لحظة تشهد فيها إسرائيل أزمات متداخلة: ارتباك سياسي، انقسام اجتماعي، ومأزق استراتيجي على المستويين الداخلي والإقليمي. ومن زاوية أخرى، يبرز هذا المشهد كمؤشر على تزعزع منظومة صنع القرار في تل أبيب، بما قد يؤثر على تفاعلات المنطقة، وعلى موازين القوى داخل الشرق الأوسط، وعلى مسار العلاقات الإسرائيلية مع شركائها الإقليميين.

في انتظار قرار الرئيس هرتسوغ، يبقى الشارع الإسرائيلي في حالة غليان، بينما تتجه الأنظار إلى ما إذا كان هذا التطور سيُشكّل نهاية المسار السياسي لنتنياهو—أو بداية أزمة أكبر داخل الدولة العبرية.

01/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts