مرة أخرى، تختار نعيمة لحروري العودة إلى واجهة الجدل عبر إثارة ضوضاء جديدة لا تضيف شيئًا للحياة السياسية ولا للنقاش العمومي. فبدل الانخراط في نقاش مؤسساتي مسؤول، وفضح الفساد بمجلس جهة الشرق الذي كانت تشارك فيه التسيير الإدارة مع رئيس الجهة المعتقل عبد النبي بعيوي ، فضّلت اللجوء إلى خطاب انفعالي يستهدف السفير المغربي في المملكة العربية السعودية، مصطفى المنصوري، بناءً على واقعة لا تمت بصلة إلى الدبلوماسية الرسمية.
الحدث الذي استندت إليه لحروري هو حفل “غورماند العالمية لكتب الطبخ” لسنة 2025، وهو نشاط ثقافي دولي يندرج في خانة المبادرات المدنية المفتوحة، ولا يندرج ضمن البروتوكولات الدبلوماسية التي تلزم السفراء بالحضور أو التمثيل. ورغم بساطة الأمر، جرى تضخيمه بطريقة توحي بمحاولة إحياء حضور إعلامي فقد بريقه منذ مدة.
الحفل الذي تحدثت عنه عضوة جهة الشرق عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ليس نشاطًا دبلوماسيًا رسميًا، والسفراء غير ملزمين بحضوره، رغم تتويج المغربي الشيف أحمد معارف ..
غير أن لحروري اختارت توظيف المناسبة في إطار سجال شخصي وسياسي، عبر لغة مشحونة ومبالغة في التشبيه والتوصيف، بدل أن يكون الموقف مبنيًا على معرفة دقيقة بقواعد العمل الدبلوماسي، الذي يقوم أساسًا على تنفيذ التوجيهات العليا للدولة وخدمة مصالحها الاستراتيجية، وليس على حضور كل نشاط ثقافي أو فني تنظمه جهات خاصة.
والملاحظ أن طريقة التناول التي ظهرت في تدوينتها لم تحمل أي قيمة مضافة للنقاش العام، بل جاءت محمّلة بجرعة زائدة من الخطابة الانفعالية، وكأن المطلوب هو افتعال قضية لا وجود لها أصلًا.
في المقابل، يظل فوز الشيف أحمد معارف حدثاً يستحق الاحتفاء، ويعكس الوجه الإبداعي للمغرب . أما محاولات تحويل الإنجاز إلى منصة للهجوم أو التشويش، فلن تساهم إلا في توسيع الفجوة بين العمل المؤسساتي الرصين وبين الخطاب الموسمي الذي سرعان ما يتبدد بمجرد ظهور وقائع جديدة.
01/12/2025
