أعلنت موسكو سيطرتها على مدينتي بوكروفسك شرق أوكرانيا وفوفشانسك شمال شرقي البلاد، وهما منطقتان تعتبران محوريتين في خطوط الإمداد والدفاع الأوكرانية. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف التقدم بأنه “تطور مهم” يسمح للقوات الروسية بتوسيع عملياتها الهجومية، بينما أظهر مقطع بثّته وزارة الدفاع الروسية رفع العلم الروسي وسط بوكروفسك، في وقت تلتزم فيه كييف الصمت حيال سقوط المدينتين. وتُعد بوكروفسك موقعاً استراتيجياً لتقاطع الطرق والسكك الحديدية المؤدية إلى آخر معاقل أوكرانيا في الشرق، ما يجعل السيطرة عليها نقطة تحول في سير العمليات.
وفي المقابل، واصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولاته الدبلوماسية، حيث انتقل من باريس إلى إيرلندا للاطلاع على آخر مستجدات محادثات السلام، التي قال مفاوضوه إنها شهدت “تقدماً كبيراً” رغم بقاء ملفات “شائكة” تتطلب مزيداً من التفاوض. زيلينسكي أكد على ضرورة حماية السيادة الأوكرانية ومنع روسيا من جني أي مكافأة سياسية أو ميدانية من حربها، مبرزاً أن “القضية الإقليمية” تبقى العقدة الأبرز في أي نقاش بشأن السلام. وفي الوقت ذاته، أبدى البيت الأبيض “تفاؤلاً كبيراً” بإمكانية التوصل لاتفاق، مع توجه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو برفقة جاريد كوشنر، وسط مؤشرات على محاولة واشنطن الدفع نحو تسوية مبكرة.
غير أن هذه الجهود الدبلوماسية تتوازى مع ضغوط داخلية على القيادة الأوكرانية، بعد استقالة رئيس مكتب زيلينسكي إثر مداهمة لمحققي مكافحة الفساد، وإقالة وزيريْن في الحكومة، ما ألقى بظلال ثقيلة على موقف كييف التفاوضي. وفي خضم هذا المشهد، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن “لا خطة سلام نهائية حالياً”، مؤكداً أن أي اتفاق لا يمكن أن يرى النور دون مشاركة أوكرانيا وأوروبا. وبين التقدم العسكري الروسي وانقسام المواقف الدولية، تبدو محادثات السلام أمام اختبار صعب، فيما تستعد أوكرانيا لفصل جديد من المواجهة السياسية والعسكرية.
02/12/2025