يشهد فرع حزب التجمع الوطني للأحرار في مقاطعة بيعقوب المنصور بالرباط ، حالة توتر غير مسبوقة، عقب اللقاء الأخير من سلسلة “مسار الإنجازات” الذي ترأسه الأمين العام للحزب عزيز أخنوش. وكان من المفترض أن يكرّس اللقاء للاعتراف بمجهودات المناضلين والمنتخبين المحليين، إلا أن مصادر حزبية أوضحت أن الحدث تحول إلى مناسبة طغت عليها مظاهر الإقصاء والتهميش لممثلي الحزب بالمنطقة.
وأكدت المصادر أن التجاهل طال 12 مستشاراً و6 منتخبين بمجلس المدينة، إذ لم تُشر المنصة الرسمية أو الصور إلى أي منهم، بينما أُتيح المجال لأسماء جديدة من خارج المقاطعة لتتصدر واجهة الحدث، ما اعتبره مناضلون بمثابة “إهانة معنوية” للكوادر المحلية التي تعمل على الأرض وتتمتع بمعرفة مباشرة بسكان الحي. وقد أدى الصمت الذي رافق اللقاء إلى توتر الاجتماعات التنظيمية اللاحقة، حيث عبر عدد من المستشارين عن استياء بالغ وصل حد التلويح بالاستقالة الجماعية إذا استمر هذا التجاهل.
ويرى متتبعون أن ما حدث يفتح نقاشاً أوسع حول أسلوب تدبير الحزب لبرامجه الكبرى ومكانة الفاعلين المحليين داخل هياكله، محذرين من أن تتوسع هذه الأزمة لتصل إلى قيادة الحزب نفسها. كما تشير المعطيات إلى صراع داخلي بين فئة الشباب الواعي الراغب في الانخراط الفعلي في التسيير وبين كوادر مرتبطة برجال أعمال قادرين على تمويل الحملات الانتخابية، وهو ما يضع قيادة الأحزاب الوطنية أمام مفترق طرق بين دعم الطاقات الشابة أو الاستمرار في المنهج التقليدي المعتمد على التمويل الكبير.
02/12/2025