تستعد مدينة الناظور لاحتضان زيارة مهمة لوفد حكومي رفيع سيرأسه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بداية الأسبوع المقبل، في خطوة تعكس المكانة الاستراتيجية التي بات يحتلها مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط داخل السياسة الاقتصادية والتنموية .
وتأتي هذه الزيارة في وقت تعرف فيه الجهة الشرقية دينامية متسارعة، خاصة مع اقتراب ميناء الناظور من دخول مرحلة الحركية الفعلية التي يُنتظر أن تُحدث تحولًا اقتصاديًا كبيرًا في جهة الشرق وجهة فاس-مكناس .
وتعززت أهمية هذه الزيارة بعد الحدث الذي شهدته المنطقة الأسبوع الماضي، حيث قامت شركة “أليون” للطاقات الريحية برفع الستار بشكل استثنائي عن أولى شحنات الإنتاج الصناعي المحلي الموجه إلى الأسواق العالمية. هذه الخطوة عكست جاهزية المنصة الصناعية المحاذية للميناء، وأظهرت التكامل القائم بين المشاريع الصناعية الكبرى والبنية التحتية البحرية الحديثة.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة الوزارية المرتقبة جولات ميدانية داخل مختلف مرافق الميناء، من الأرصفة ومراكز التخزين إلى المنشآت اللوجستية ومراكز الأمن البحري. كما ستتخللها اجتماعات مع مسؤولي الوكالة المشرفة والمستثمرين، في أفق تسريع وتيرة الاستعداد للمرحلة المقبلة ودفع هذا المشروع الاستراتيجي نحو التشغيل الكامل.
ويُجمع الخبراء على أن ميناء الناظور غرب المتوسط سيُمثل رافعة رئيسية لتنمية المغرب ، بالنظر إلى دوره المنتظر في تعزيز التبادل التجاري، وجذب الاستثمارات الدولية، وخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة. كما سيمنح المنطقة قدرة تنافسية قوية على مستوى حوض المتوسط، خصوصًا مع التوجه نحو ربطه بمشاريع صناعية حديثة في مجال الطاقات المتجددة.
وفي ظل تواصل الاستعدادات، تُعد زيارة الأسبوع المقبل محطة مفصلية في مسار هذا الورش الوطني الكبير. ومع تسارع وثيرة الأشغال وبداية الحركية الصناعية الموجهة نحو التصدير، يبدو أن الناظور تتقدم بخطى ثابتة نحو مرحلة جديدة من الإقلاع التنموي، تجعل منها قطبًا بحريًا وصناعيًا صاعدًا يعيد تشكيل مستقبل الاقتصاد الجهوي والوطني.
02/12/2025
