kawalisrif@hotmail.com

سرقة آلاف الطلقات من شاحنة ذخيرة بألمانيا تثير مخاوف أمنية في أوروبا

سرقة آلاف الطلقات من شاحنة ذخيرة بألمانيا تثير مخاوف أمنية في أوروبا

في حادثة تُعيد الجدل حول جاهزية الجيش الألماني وحماية سلاسل التوريد العسكرية، كشفت وزارة الدفاع الألمانية عن سرقة آلاف الطلقات من الذخيرة من شاحنة كانت تُقلّها نهاية الأسبوع الماضي، في واقعة وُصفت بأنها “خطيرة” وقد تحمل انعكاسات أمنية واسعة داخل البلاد وخارجها.

وقالت الوزارة، في تصريح صحفي، إن الذخيرة اختفت من شاحنة تابعة لشركة مدنية مكلفة بالنقل العسكري، كانت متوقفة ليلاً بين 24 و25 نوفمبر. وأوضح المتحدث الرسمي أن الجيش اكتشف فقدان ما يقارب 20 ألف طلقة من الذخيرة، دون تقديم تفاصيل إضافية حول نوعها أو مسار الشاحنة.

وأكد الجيش الألماني أنه فتح تحقيقاً موسعاً في الحادث بشراكة مع الشرطة، بينما شدد متحدث باسم وزارة الدفاع، في تصريح لمجلة دير شبيغل، على أن الواقعة “تؤخذ على محمل الجد” لأن “مثل هذه الذخيرة لا يجب أن تصل إلى الأيدي الخطأ”، في إشارة إلى احتمالات تسريبها إلى جماعات إجرامية أو متطرفة.

ورغم خطورة هذه السرقة، إلا أنها ليست الأولى من نوعها هذا العام، إذ سبق لقناة الألمانية أن كشفت في غشت الماضي عن فقدان نحو 90 طلقة من مركز شرطة في ولاية ساكسونيا أنهالت، ما يعكس وجود ثغرات متكررة على مستوى تخزين ونقل الذخيرة.

وتأتي هذه التطورات في لحظة حساسة تحاول فيها ألمانيا إعادة بناء قوتها العسكرية بعد سنوات من الانتقادات بشأن ضعف التجهيزات ونقص الموارد. فقد قدمت الحكومة الألمانية، قبل أيام من السرقة، مشروع قانون لرفع عدد قوات الجيش من 180 ألفاً حالياً إلى 260 ألف جندي، إضافة إلى 200 ألف جندي احتياطي بحلول سنة 2035.

هذا التوجه العسكري يندرج أيضاً في إطار التزامات برلين تجاه حلف شمال الأطلسي ودورها في دعم أوكرانيا، إذ تُعد ألمانيا أحد أبرز مورّدي الذخيرة لجيش كييف منذ اندلاع الحرب. وفي هذا السياق، افتتحت شركة راينميتال الألمانية، في نهاية غشت الماضي، أكبر مصنع ذخيرة في أوروبا لتلبية الطلب المتزايد.

ويرى مراقبون أن سرقة كمية بهذا الحجم، في بلد يشدد رقابته على الأسلحة والذخيرة، قد تثير قلق العواصم الأوروبية، خصوصاً في ظل تصاعد تهديدات شبكات الجريمة المنظمة وشبهات اختراق اليمينيين المتطرفين لبعض المؤسسات الأمنية الألمانية خلال السنوات الأخيرة.

وبالنظر إلى الدور المحوري لألمانيا داخل الاتحاد الأوروبي وحلف “الناتو”، فإن مثل هذه الحوادث لا تُعد شأناً داخلياً فحسب، بل مسألة تخص أمن القارة برمّتها.

03/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts

3 ديسمبر 2025