شهدت جلسة الأسئلة الأسبوعية بمجلس المستشارين ت convergence في مطالب فرق برلمانية عدة، إذ دعا كل من فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وفريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى التعجيل بإدماج الباعة المتجولين وإعادة تنظيم الأسواق العشوائية، باعتبارها خطوة ضرورية للحد من هيمنة القطاع غير المهيكل. وفي السياق نفسه، شدّد الاتحاد المغربي للشغل على ضرورة إنصاف التجار الصغار وتعزيز مكانة تجارة القرب، محذّراً من استمرار تهميش الهيئات المهنية. وردّ وزير الصناعة والتجارة رياض مزور بالإقرار بحق هذه الفئة في البحث عن قوت يومها، مؤكدًا أن تحسين أوضاعها يتطلب حلولًا عملية تحفظ كرامتها وتوفّر لها فضاءات منظمة تضمن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
مزور أوضح أن تنظيم نشاط الباعة المتجولين مسألة مشتركة بين حكومته والجماعات الترابية، لافتًا إلى أن الوزارة تسهم في تمويل مشاريع لتهيئة أسواق مخصصة لهم، بينما تتكفل الجماعات بتدبير مرافقها. واستدلّ بنجاح تجربة العيون كنموذج قابل للتعميم على باقي الجهات، مشيرًا في الوقت ذاته إلى وجود منافسة غير متكافئة بين التجار المنتمين للقطاع المهيكل ونظرائهم في القطاع الموازي، بل وحتى داخل بعض المقاولات التي تمزج بين المعاملات الرسمية وغير الرسمية. وعلى الرغم من ذلك، كشف عن ارتفاع تدريجي في الإدماج الجبائي وعدد المهنيين الذين انتقلوا إلى النشاط الرسمي، وهو ما تعكسه وتيرة نمو المداخيل الضريبية.
وفي محور آخر، دعا المستشار خالد البرنيشي عن فريق الأصالة والمعاصرة إلى إصلاح شامل يُعيد الاعتبار للمقاولات الصغرى والصغيرة جدًا، مبرزًا أنها تمثّل 98 في المائة من النسيج المقاولاتي الوطني وتوفّر أكثر من نصف مناصب الشغل المصرّح بها. ورغم هذا الثقل الاقتصادي والاجتماعي، تعيش هذه المقاولات أوضاعًا هشّة تُهدد استمراريتها، بسبب صعوبات الولوج إلى التمويل، وضعف الموارد البشرية المؤهلة، ومحدودية القدرة على التسويق، فضلًا عن التعقيدات الإدارية التي تعيق تطورها. ودعا البرنيشي إلى تحفيزات ضريبية وحلول تمويلية مرنة تواكب حاجيات هذه الوحدات الإنتاجية، معتبرًا أن دعمها ضرورة لضمان مساهمتها الفعّالة في مسار التنمية الوطنية.
03/12/2025
