تعيش العديد من الأسر المغربية، خاصة في الجهة الشرقية ومنطقة الريف، مأساة إنسانية عميقة لا تُرى بالعين، لكنها تُشعر في كل نبضة قلب. مأساة تتجسد في اختفاء أبنائهم داخل السجون الجزائرية، بعد محاولاتهم للهجرة السرية إلى أوروبا إنطلاقا سواحل الجارة الشرقية، ظروف قاسية تُجرّد الإنسان من إنسانيته، وتترك العائلات معلّقة بين الأمل واليأس.
أمهات ينتظرن بصمت موجوع… زوجات يُصلّين كل ليلة من أجل خبر يُطمئن القلب… لكن لا خبر يأتي. فغياب أي وسيلة للتواصل، أو حتى معلومة صغيرة عن أوضاع أولئك السجناء، يحوّل الأيام إلى كابوس طويل لا ينتهي.
تكشف شهادات الأسر عن ظروف احتجاز صادمة: نقص في الرعاية الصحية، غذاء لا يكفي لإنسان، وقيود خانقة تجعل الحياة داخل الزنازين أقرب إلى العدم منها إلى العيش. إنها معاناة تُنتهك فيها أبسط الحقوق الإنسانية، بلا رقيب ولا صوت يسمع.
أمام كل هذا، ترتفع نداءات المنظمات المغربية مطالبة الصليب الأحمر والهيئات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنصاف هؤلاء المغاربة، وضمان الحد الأدنى من الكرامة داخل السجون، إضافة إلى دعم العائلات المتضررة بالسماح بالتحويلات المالية وتسهيل الزيارات الإنسانية.
ويؤكد الحقوقيون أن الحل الحقيقي يبدأ بإطلاق سراح هؤلاء السجناء المختطفين ، أو على الأقل إنقاذهم من الظروف اللاإنسانية التي يعيشون فيها. فالقضية أكبر من ملف حقوقي؛ إنها جرح نازف في ذاكرة المغاربة، خاصة في الجهة الشرقية والريف، جرح لا يندمل إلا بتدخل عاجل يعيد الإنسانية إلى مكانها، والطمأنينة إلى قلوب الأمهات المنتظرات.
04/12/2025