عشية الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، تعيش مدريد على وقع انقسام حكومي غير مسبوق؛ نصف الحكومة يقاطع، فيما يكتفي وزراء الجناح الاشتراكي بقيادة خوسيه مانويل ألباريس بالحضور في لقاء خاطف داخل مجمع لامونكلوا، بلا تصريحات ولا شفافية، وبأسلوب تنتقده المعارضة ووزراء يسار الحكومة واصفين إيّاه بأنه “أقرب لأساليب دول لا تحترم حرية الصحافة”.
ضمن هذا السياق، خرجت تيش سيدي، النائبة في تحالف “سومار” المنحدرة من أصول صحراوية، لتوجيه انتقادات لاذعة لسياسة مدريد تجاه الرباط. وترى سيدي أن العلاقات الثنائية لم تعد علاقة بين دولتين، بل “قناة اتصال مغلقة بين المغرب والحزب الاشتراكي فقط”، معتبرة أن التحول الأحادي الذي قام به سانشيز سنة 2022 حول ملف الصحراء أدخل إسبانيا في عزلة داخل البرلمان.
وتؤكد سيدي أن أي قرار أو تنازل في ملف العلاقات مع الرباط “لن يعرفه الإسبان من حكومتهم”، بل من المغرب مباشرة، في إشارة إلى ما تعتبره “غياباً كاملاً للشفافية”، متوعدة بطلب كل الوثائق والاتفاقيات التي ستخرج من القمة، وداعية ألباريس إلى تقديم تفسير أمام البرلمان يوم 10 دجنبر.
وتصعّد النائبة اليسارية لهجتها أكثر معتبرة أن سياسة مدريد بعد “التحول في الصحراء” لم تجلب لإسبانيا أي مكسب، مضيفة:
“إذا قُدِّم أي تنازل جديد فسنكتشفه من الرباط، لا من حكومة سانشيز، وأقلّ من ذلك من وزير الخارجية”.
وتضيف سيدي أن ما تعتبره “خضوع الاشتراكيين للضغوط المغربية” قد يفتح الباب أمام ملفات سيادية أكثر حساسية: سبتة، مليلية، والمياه المحاذية لجزر الكناري. وتهاجم مقاربة الحكومة التي تقول إنها “تفاوض طرفاً يضع المسدس على الطاولة”، في إشارة إلى الرباط.
وترى سيدي أن سانشيز “يراهن بمستقبل سيادة إسبانيا وعلاقاتها في المغرب الكبير”، معتبرة أن التعويل الكلي على المغرب “رهان غير مضمون على المدى المتوسط والبعيد”، ومشددة على أن الشعب الإسباني “له الحق في معرفة التنازلات التي تُقدَّم وما إذا كانت تُفرّط في المصالح الوطنية”.
وتختم بالتحذير من أن “فاتورة هذا النهج ستظهر بوضوح بعد سنوات، وسيدفعها الإسبان غالياً”.
04/12/2025