يستمر ملف الأعلاف الموجهة لتربية الأبقار الحلوب والأغنام في إثارة قلق واسع وسط المهنيين ومربي الماشية بالمغرب، بعدما طفت إلى السطح شكايات تتهم بعض الشركات بتسويق أعلاف لا تطابق المعايير والمكونات المعلن عنها. وكشفت مصادر خاصة لـ“كواليس الريف” أن عددا من الفلاحين والمستثمرين الكبار في قطاعات الحليب واللحوم الحمراء أبلغوا وزارة الفلاحة بوجود “رداءة واضحة” في بعض أنواع الأعلاف المركبة، مدعّمين شكاياتهم بنتائج تحاليل مخبرية خاصة أثبتت وجود اختلالات في تركيبتها.
وأوضحت المصادر أن الموضوع انفجر خلال اجتماع جمع وزير الفلاحة أحمد البواري بعدد من الكسابة والفاعلين في القطاع، إضافة إلى ممثلي شركات إنتاج وتسويق الأعلاف، حيث عبّر هؤلاء الأخيرون عن رفضهم لما وصفوه بـ“اتهامات غير مبررة”. ويأتي ذلك في سياق توتر لافت سببه الارتفاع المتتالي لأسعار الأعلاف قبيل صرف الدعم المباشر الخاص بالمربين، وهو ما زاد من حدة الاحتقان داخل القطاع الفلاحي الذي يعتمد بشكل كبير على المواد العلفية في الحفاظ على القطيع الوطني.
وفي خضم هذا الجدل، شدد وزير الفلاحة على أن وزارته لن تتسامح مع أي تلاعب في أسعار الأعلاف أو احتكارها، مؤكدا أن مصالح الوزارة تتابع يوميا تطور أثمنة البيع في مختلف جهات المملكة عبر النظام المعلوماتي “أسعار”. وأبرز أن أي اختلال يعرقل أهداف البرنامج الملكي لإعادة تكوين القطيع سيتم التعامل معه بسرعة وبحزم، بهدف ضمان سير العملية وفق ما خُطط له والحد من كل الممارسات التي قد تضر بالفلاحين أو تعيق تنفيذ البرنامج الوطني لدعم المربين.
05/12/2025
