kawalisrif@hotmail.com

المغرب يوجه رسالة احتجاج قوبة إلى اليونسكو ضد الإساءات الجزائرية في ملف القفطان

المغرب يوجه رسالة احتجاج قوبة إلى اليونسكو ضد الإساءات الجزائرية في ملف القفطان

في تطور لافت يؤكد استمرار سياسة العداء والاستيلاء الثقافي التي تنهجها الجزائر تجاه المغرب، وجّهت البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى اليونسكو رسالة احتجاج رسمية إلى السيد أرنستو أوتوني راميريز، المدير العام المساعد لقطاع الثقافة وأمين اتفاقية 2003 لحماية التراث الثقافي غير المادي، تندد فيها بالعبارات غير الأخلاقية التي استخدمتها البعثة الجزائرية للطعن في ملف القفطان المغربي.

الرسالة، التي تحمل الرقم 384/25 والمؤرخة في 19 يونيو 2025، تدين بشدة قيام السلطات الجزائرية باستخدام مصطلحات حاطة بالكرامة وتعبيرات غير لائقة في مراسلات رسمية مرتبطة بملفات التراث المقدمة إلى اليونسكو.

وكشفت البعثة المغربية، بقيادة السفير سمير الدهر، أنها رصدت استعمال تعبيرات مهينة في مراسلات صادرة عن جمعيات مدنية جزائرية تحمل طابعاً رسمياً بختم وزارة الثقافة الجزائرية، من بينها على سبيل المثال:

  • عبارة «ولاد بوسبير» ذات الدلالات المهينة والتحقيرية،
  • استعمال مصطلح «المخزن» بصيغة ازدرائية في إشارة إلى النظام الملكي المغربي،
  • اعتماد تسمية «مملكة مراكش» بدلاً من الاسم الرسمي «المملكة المغربية»، في محاولة واضحة لتقزيم الدولة المغربية واختزالها.

واعتبر السفير المغربي أن هذه التصرفات تمثل انتهاكاً صارخاً لأخلاقيات اليونسكو ولمبادئ وقيم اتفاقية 2003، إضافة إلى كونها تسييساً فاضحاً لعملية تسجيل التراث وتحريضاً على الكراهية عبر استغلال المجتمع المدني في حملة ممنهجة تستهدف تشويه التراث الثقافي المغربي الأصيل وهويته.

كما أشارت الوثيقة إلى أن هذه التصريحات العدائية تُترجم إلى حملة تضليل واسعة تنقلها وسائل الإعلام الرسمية الجزائرية ومنصّات التواصل الاجتماعي، بما يشكل دعوة صريحة لعرقلة أي تقارب بين الشعبين المغربي والجزائري.

وتأتي هذه الرسالة عقب الانتصار المغربي في اليونسكو (ديسمبر 2024)، حين نجح المغرب في إجبار الجزائر على سحب كلمة وصورة «قفطان النطع الفاسي» المغربي الأصيل من ملف ترشيح الزي التقليدي الجزائري، في سابقة تاريخية داخل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

واليوم، ومع اقتراب موعد الحسم بخصوص تسجيل «القفطان المغربي: الفنون والتقاليد والمهارات الحرفية المرتبطة به» ضمن قائمة التراث العالمي (ديسمبر 2025)، يبدو أن الجزائر انتقلت من «الاستحواذ المباشر» على العناصر التراثية إلى «التشويه اللفظي والتحقير السياسي» للدولة المغربية.

واختتم السفير سمير الدهر رسالته بالتأكيد على أن المغرب سيرفع إلى اليونسكو كل الوثائق والمراسلات الجديدة التي تثبت استمرار هذه الممارسات، داعياً المنظمة إلى تسليط الضوء على ما وصفه بـ«سياسة الاستيلاء الثقافي الجزائرية» التي تهدد جوهر عمل اليونسكو القائم على تعزيز الحوار بين الشعوب بدلاً من تأجيج الخلافات بينها.

وبهذه الرسالة الجديدة، يؤكد المغرب مجدداً أنه لن يقبل بتحويل منصة اليونسكو إلى أداة للدعاية السياسية أو للإساءة إلى سيادته وهويته وتاريخه، وأنه سيواصل الدفاع عن تراثه بكل الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة.

عصام العزيزي

05/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts