طريق سيار يعيد رسم خريطة الربط بشرق المملكة… مشروع الناظور–جرسيف يدخل مراحله الحاسمة

يمضي مشروع الطريق السيار الناظور–جرسيف بخطى ثابتة نحو تعزيز الربط الاستراتيجي بشرق المملكة، باعتباره أحد أهم الأوراش الكبرى التي تعوّل عليها الدولة لربط الأقاليم الشرقية بشبكة وطنية حديثة وقادرة على مواكبة التحولات الاقتصادية. ويمتد هذا الشريان الجديد على 105 كيلومترات، ليشكل محوراً نوعياً بين الناظور، الدريوش، صاكة وجرسيف.

بحسب المعطيات الحالية، بلغت نسبة تقدم الأشغال في الشطر الثالث الممتد بين الدريوش وميناء الناظور غرب المتوسط على طول 27 كيلومتراً حوالي 70%، على أن يكتمل بشكل نهائي خلال صيف 2026. وبذلك سيكون هذا المقطع الحيوي جاهزاً لدعم حركة النقل نحو واحد من أكبر المشاريع المينائية المتوسطية التي تراهن عليها المملكة لتعزيز جاذبيتها اللوجستية.

أما الشطران الأول والثاني، فسينطلق ورش تنفيذهما مطلع سنة 2026، حيث يمتد الشطر الأول بين جرسيف وصاكة على طول 36 كيلومتراً، فيما يربط الشطر الثاني بين صاكة والدريوش على مسافة 40 كيلومتراً. ومن المتوقع أن تنتهي الأشغال في هذين المقطعين خلال سنة 2028، مُعلنين اكتمال الطريق السيار بشكل كامل وربط الناظور بمحور الطرق السيارة الوطنية.

ويُجمع المتتبعون على أن أهم ما يميز هذا المشروع الكبير هو إشراف مهندسين وتقنيين وأطر مغاربة عليه، ممن أثبتوا قدرتهم على إدارة أوراش ضخمة بكفاءة عالية، سواء في الدراسات أو التنفيذ أو تدبير التقنيات الحديثة المعتمدة في البنية التحتية. وهو ما يعكس مستوى الخبرة الوطنية التي نجحت في فرض حضورها داخل أكبر المشاريع المهيكلة في المغرب.

إلى جانب دوره في فك العزلة وتسريع التنقل بين الأقاليم، يرتقب أن يشكل هذا الطريق السيار دفعة قوية للاستثمار، ويمنح الفاعلين الاقتصاديين منفذاً سريعاً نحو ميناء الناظور غرب المتوسط، ما سيُسهم في تنشيط الحركة التجارية والصناعية وجذب رؤوس الأموال إلى المنطقة.

كما سيعود المشروع بفوائد اجتماعية ملموسة من خلال تسهيل حركة المواطنين، وتحسين الولوج إلى الخدمات، ودعم الدينامية التنموية التي تشهدها جهة الشرق خلال السنوات الأخيرة.