شهدت أقاليم جهة درعة تافيلالت، خلال الأسبوع الجاري، انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة ليلاً، وصل في بعض المناطق إلى ما دون الصفر، خصوصًا في مرتفعات ميدلت وتنغير وورزازات، ما أثار مخاوف الجمعيات المحلية من وقوع “كارثة إنسانية وشيكة” تطال الأشخاص بدون مأوى والفئات الهشة، الذين يواجهون الليالي القاسية بملابس صيفية وسبل عيش محدودة. وطالبت هذه الجمعيات السلطات المحلية والجهوية بالتدخل الفوري وتنظيم حملات إنسانية عاجلة لإيواء هذه الفئات، مؤكدين أن الصمت الرسمي أمام معاناة هؤلاء لا يغتفر.
وفي تصريحات لجمعيات محلية، أبرز الفاعل الجمعوي محمد بلوك أن البرد القارس لا يفرق بين مريض أو طفل أو امرأة مسنّة، مشددًا على ضرورة إطلاق حملات إنسانية توفر نقطة أمل لحياة جديدة لهؤلاء. من جانبها، أكدت الحقوقية جميلة نخلاوي على ارتفاع أعداد المشردين نتيجة الفقر والهشاشة والتفكك الأسري، مطالبة السلطات بتفعيل خطة الطوارئ الاجتماعية واستغلال المراكز الإيوائية الجاهزة، وإشراك الفاعلين الجمعويين المحليين لتصميم وتنفيذ حملات فعّالة.
وأوضحت شهادات جمعوية أخرى، مثل عيسى حجيوي وصالح بنعدي، أن المبادرات الفردية لا تكفي لمواجهة حجم المعاناة، داعين إلى فتح المراكز فورًا وتوفير التدفئة والغذاء، وإحصاء دقيق للمشردين لإنقاذ أرواحهم. وشددوا على أن قياس وطنية المجتمع لا يكون بطول حدوده، بل بمدى احتضانه لأضعف أبنائه، محذرين من أن التأخر في التدخل قد يكتب نهاية قصص لم تبدأ بعد.
06/12/2025