أطلقت شركة الخطوط الشرقية الصينية أمس أطول رحلة جوية مباشرة في العالم، تربط بين مدينة شنغهاي في الصين وبوينس آيرس في الأرجنتين، وذلك على متن طائرة من طراز بوينغ 777-300 طويلة المدى. الرحلة التي تمتد عبر ثلاث قارات وتغطي نحو 20 ألف كيلومتر، تمثّل نقطة تحول لافتة في عالم الطيران المدني.
تحمل هذه الرحلة الرقم MU745 / MU746، وتستغرق حوالي 26 ساعة في اتجاه الذهاب من شنغهاي إلى بوينس آيرس، بينما قد تصل مدتها عند العودة إلى 29 ساعة بسبب الرياح المعاكسة. ورغم تسجيل توقف تقني في مدينة أوكلاند بنيوزيلندا للتزود بالوقود، يبقى الركاب على متن الطائرة دون تغييرها، ما يجعلها رحلة مباشرة بالكامل وفق المعايير الدولية.
يمتد هذا الخط الجوي عبر المحيط الهادئ، ويبرز حجم التطور الذي يشهده قطاع الطيران، حيث استطاعت الشركة ربط منطقتين متباعدتين جغرافيًا في رحلة واحدة تستند إلى تقنيات حديثة وكفاءة عالية لطائرات المسافات الطويلة.
بالنسبة للمغرب، الذي يعزز مكانته كمحور إقليمي للطيران في شمال إفريقيا، يشير هذا النوع من المبادرات العالمية إلى مستقبل السفر الجوي بعيد المدى. فمع توسع الرحلات الطويلة واعتماد الطائرات الحديثة، تتزايد أهمية تطوير البنية التحتية للمطارات الوطنية، وعلى رأسها مطار محمد الخامس الدولي ومطار الناظور العروي الجديد المرتقب في أفق 2030.
كما يعكس نجاح هذه الرحلات فرصًا إضافية للمغرب لتقوية شبكات الربط الجوي مع القارات الثلاث: أفريقيا، أوروبا، وأمريكا، بما يعزز دوره كبوابة استراتيجية للتبادل التجاري والسياحي.
رحلة تستغرق 26 ساعة دون مغادرة الطائرة ليست مجرد إنجاز تقني، بل هي إعلان عن دخول عالم الطيران مرحلة جديدة، تُختزل فيها المسافات وتتوسع فيها حدود الربط بين الشعوب. ومع استمرار الشركات في ابتكار خطوط أطول وطائرات أكفأ، يستعد المغرب—على غرار الدول الطموحة—لاستقبال جيل جديد من الرحلات العابرة للقارات.
06/12/2025