تستعد هايتي للعودة إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب امتد لأكثر من خمسين عامًا، ضمن المجموعة الثالثة التي تضم المغرب والبرازيل واسكتلندا في نسخة 2026. هذا الظهور الثاني في تاريخ “الغريناديرز” يأتي محملًا بطموحات كبيرة رغم قوة المنافسين، بعدما تمكن المنتخب من اجتياز تصفيات الكونكاكاف بتألق لافت، حيث حل ثانيًا خلف كوراساو في الجولة الثانية، قبل أن يتصدر مجموعته في الدور الثالث أمام كوستاريكا وهندوراس ونيكاراغوا. نجاح اعتبرته الجماهير الهايتية خطوة تاريخية، خاصة مع الترقب الكبير لمواجهة البرازيل التي وصفها المدرب الفرنسي سيباستيان مينييه بأنها “لحظة ستحتفي بها البلاد بأكملها”، مؤكدًا ضرورة رفع النسق والاستعداد الذهني والتكتيكي لأشهر طويلة قبل ضربة البداية.
منذ توليه قيادة المنتخب في مارس 2024، اعتمد مينييه على خبرة واسعة راكمها مع عدة منتخبات إفريقية وآسيوية، واضعًا أسس نهضة جديدة لكرة القدم الهايتية بعد سنوات من الغياب عن المشهد العالمي. ومع العودة إلى كأس العالم، تستحضر هايتي مشاركتها الوحيدة عام 1974 بألمانيا الغربية، حين أثارت الاهتمام بقدرتها على مجاراة الكبار رغم الخسائر، وسجلت عبر نجمها التاريخي إيمانويل سانون هدفين بارزين أحدهما في مرمى إيطاليا. حضور تلك الجيل ظل مصدر فخر، بعدما ضم أسماء رسخت نفسها في ذاكرة الجمهور الهايتي، مثل هنري فرانسيلون، جان كلود ديزير، وويلي نازير، الذين شكّلوا في حينه نواة منتخب واجه تحديًا يفوق حجم إمكاناته.
وإلى جانب الإرث التاريخي، يدخل المنتخب الهايتي النسخة المقبلة وهو في المركز 84 عالميًا وفق تصنيف الفيفا، لكنه استعاد جزءًا مهمًا من مكانته بفضل نتائجه الإيجابية في التصفيات. ومع سجل مونديالي محدود يضم ثلاث مباريات فقط (دون أي فوز أو تعادل)، تتطلع هايتي لكتابة فصل جديد في مشاركتها الثانية، وتجاوز أرقام الماضي أمام منافسين من العيار الثقيل. وبين الحلم والتحدي، تبدو هايتي مصممة على أن تكون عودتها إلى المونديال أكثر من مجرد مشاركة رمزية، بل محاولة جادة لاقتناص لحظة تاريخية في طريق مليء بالعقبات.
07/12/2025