أعربت فعاليات مهتمة بالشأن الأمازيغي عن استغرابها الشديد من التصريحات الأخيرة للمسمى أحمد ويحمان، وهو العربي من ضمن أقل من 50000 نسمة أصولهم مشرقية ، إستوطنوا المغرب ، وهو رئيس مايسمى “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، التي اعتبرتها استهدافًا مباشرًا لجوهر الهوية الأمازيغية ومظاهرها الرمزية، بما في ذلك الاحتفال بـ“إيض يناير” الذي أصبح عطلة رسمية بقرار ملكي. المنتقدون رأوا في خطابه محاولة لإعادة إنتاج مواقف إقصائية تعيد رسم حدود ضيقة للهوية الوطنية، بلهجة تتهم مكونات المجتمع بـ“الاختلاق” وتفتح الباب أمام تأويلات تهدد التعدد الثقافي الذي رسَّخه المغاربة عبر التاريخ.
وفي تفاعل مع الجدل، أكد عبد الخالق كلاب، الباحث في التاريخ والمهتم بالقضية الأمازيغية، أن الهوية الأمازيغية شكلت الأساس المتين لبناء الدولة المغربية منذ قرون، وأن محاولات ربط تاريخ المغرب حصريًا بالمشرق تتجاهل نضالات السكان الأصليين ضد الغزاة من الرومان إلى الأمويين. واعتبر المتحدث أن الهجمات الأخيرة على التاريخ والأبحاث المرتبطة بقراءة التراث المغربي محاولة لوقف دينامية الوعي الجديد الداعي إلى إعادة كتابة التاريخ الوطني بمنهجية علمية تُنصف روافده المتعددة، وترفض اختزال الهوية في سرديات مستوردة.
من جانبه، وصف رشيد بوهدوز، عضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة والمنسق الوطني لـ“أكراو من أجل الأمازيغية”، تصريحات ويحمان بأنها انحراف خطير يتجاوز حدود الرأي إلى ما يشبه التحريض على المكونات الأصيلة للمجتمع. واعتبر أن هذا الخطاب يعكس أزمة فكرية داخل بعض التيارات المتأثرة بمرجعيات خارجية ترى في ترسيخ الهوية المغربية المستقلة تهديدًا لاختياراتها. وأكد أن استهداف الأمازيغية وربطها بأجندات أجنبية هو مساس بالسيادة الوطنية ومحاولة يائسة لتقويض مسار المصالحة الذي يقوده الملك محمد السادس، مشددًا على أن الهوية المغربية المتجذرة ستظل عصية على كل محاولات التشويه أو الإقصاء.
07/12/2025