يستعد مطار العروي الدولي عشية يومه الاثنين ، لاستقبال واحد من أثقل الوفود الحكومية التي تزور المنطقة منذ سنوات، في زيارة تحمل إشارات واضحة على تحول استراتيجي في موقع إقليم الناظور داخل الخريطة التنموية الوطنية. ويضم الوفد أكثر من عشرين مسؤولاً سامياً، يجمعون بين وزراء وولاة مركزيين ، ومديرين عامين لمؤسسات وطنية كبرى، في خطوة تعكس إرادة مركزية لإطلاق مرحلة جديدة من الربط اللوجستي والاقتصادي في المنطقة.
ويشارك في الوفد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزراء التجهيز والنقل والتجارة والصناعة والاستثمار، إلى جانب المدير العام للوكالة الوطنية للموانئ، والمدير العام لميناء طنجة المتوسط، والمدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، والمدير العام لإدارة الجمارك ومسؤولين مركزيين آخرين .
ومن المرتقب أن يعقد وزير الداخلية ، اجتماعاً رفيع المستوى مع السلطات الأمنية والإدارية بالناظور، لبحث آخر المستجدات المتعلقة بإعادة فتح معبر باب مليلية. وتشير معطيات دقيقة ، بعد أن بلغت المفاوضات المغربية الإسبانية مراحلها الحاسمة، بما يتيح إعادة فتح المعبر مع بداية السنة المقبلة في إطار نموذج حدودي حديث، يقوم على تسهيل التنقل، وتنظيم المبادلات التجارية، وإرساء رقابة رقمية تضمن الانسيابية والأمن. هذه الخطوة ستعيد الحيوية الاقتصادية للمنطقة، وسترسخ دور الناظور كواجهة تجارية وإنسانية على الضفة المتوسطية.
ويتوجه غدا الثلاثاء الوفد ، إلى ميناء الناظور غرب المتوسط، المشروع الضخم الذي يراهن عليه المغرب لتعزيز موقعه البحري واللوجستي في شمال إفريقيا. وخلال الزيارة، سيُعطى الضوء الأخضر لانطلاقة تشغيلية أولى لعدد من الأرصفة المخصصة للبضائع، في انتظار استكمال المشروع منتصف السنة المقبلة. كما سيطّلع الوفد على الممرات التشغيلية، ومسار الربط الطرقي والسككي، والحافظة الاستثمارية المرتبطة بالميناء، التي تشمل مناطق صناعية وخدماتية ستشكل محركاً رئيسياً لجذب الاستثمارات.
وتعكس هذه الزيارة الوزارية الثقيلة أن الناظور والجهة الشرقية مقبلتان على مرحلة جديدة عنوانها الانفتاح الاقتصادي، وتعزيز البنيات التحتية، وإطلاق مشاريع استراتيجية ستعيد تشكيل وزن المنطقة داخل الاقتصاد الوطني.
08/12/2025
