kawalisrif@hotmail.com

أخنوش يؤكد من مدريد: تقارب كامل بين الرباط ومدريد حول قضية الصحراء… وشراكة استراتيجية برؤية ملكية

أخنوش يؤكد من مدريد: تقارب كامل بين الرباط ومدريد حول قضية الصحراء… وشراكة استراتيجية برؤية ملكية

في تصريحات وُصفت بـ”الرسالة الواضحة” إلى المشهدين الإقليمي والدولي، شدّد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، في حوار مع صحيفة «لاراثون» الإسبانية، على أن العلاقات المغربية–الإسبانية تعيش اليوم واحدة من أفضل مراحلها، بفضل التوجيهات الملكية وبعد سنوات من إعادة بناء الثقة على أسس صلبة وشفافة.

جاءت مقابلة رئيس الحكومة عقب اختتام الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين في مدريد، والذي وصفه أخنوش بـ”النجاح الكبير” وبأنه يعكس طبيعة اللحظة الدبلوماسية الراهنة التي تتسم بـ”التفاهم، الحوار المستقر، والرؤية المشتركة”.

أكد أخنوش أن القرار الأخير لمجلس الأمن بشأن الصحراء يمثل منعطفاً حاسماً نحو الحل النهائي لهذا النزاع المفتعل، معتبراً أنه “قرار عادل ومنصف”، ويكرّس المصداقية التي راكمتها الدبلوماسية المغربية خلال العقود الأخيرة بقيادة الملك محمد السادس.

وأضاف أن خطاب العرش وضع الإطار الواضح لمرحلة جديدة، هدفها الوصول إلى توافق يحفظ كرامة الجميع دون غالب أو مغلوب، ويفتح الباب أمام استقرار وتنمية منطقة الساحل والصحراء.

أما بشأن الموقف الإسباني، فقد شدّد رئيس الحكومة على وجود تطابق كامل بين الرباط ومدريد، قائلاً إن إسبانيا تعتمد “موقفاً واضحاً وثابتاً ومنسجماً مع قرارات مجلس الأمن”، وهو ما جعلها شريكاً استراتيجياً موثوقاً في هذا الملف الحساس.

في خضم النقاش السياسي بإسبانيا حول السيناريوهات المحتملة لما بعد الانتخابات، أكد أخنوش أن العلاقات الثنائية اليوم لم تعد رهينة لتقلبات الحكومات، بل أصبحت قائمة على “أسس سياسية واضحة وحوار دائم ورؤية مشتركة”.
وأوضح أن التحول الكبير الذي عرفته العلاقات منذ 2022 جعل التعاون المغربي–الإسباني أكثر استقراراً وعمقاً، سواء تعلق الأمر بالأمن، الهجرة، الاقتصاد أو تنمية الفضاء المتوسطي والأطلسي.

وفي سياق تخليد المغرب للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، أبرز أخنوش أن القرار الأممي الأخير يضع كل الأطراف أمام مسؤولياتها ويخلق فرصة تاريخية لبناء محيط إقليمي أكثر انسجاماً وازدهاراً.

وأشار إلى أن المغرب يتطلع إلى مستقبل تقوم فيه الأقاليم الجنوبية بدور أكبر في الدينامية الاقتصادية الإفريقية والأطلسية، في ظل الاستثمارات الكبرى التي أطلقتها المملكة خلال السنوات الأخيرة.

تكشف هذه التصريحات، في توقيتها ومضمونها، أن المغرب يمضي بثقة في ترسيخ موقعه كشريك إقليمي لا غنى عنه، وأن الرباط تنظر إلى مدريد باعتبارها حليفاً استراتيجياً لا مجرد جار.
كما تؤكد أن قضية الصحراء، التي وُضعت اليوم على سكة الحل النهائي، أصبحت معياراً أساسياً لإعادة بناء العلاقات الدولية للمغرب، ومرجعاً ثابتاً لأي تعاون مستقبلـي مع الشركاء، وفي مقدمتهم إسبانيا.

08/12/2025

مقالات خاصة

Related Posts