كشف تقرير لمنظمة “غرينبيس” عن تقدم المغرب على مصر وتونس في مؤشر السيادة الطاقية بمنطقة شمال إفريقيا، استناداً إلى أربعة محاور رئيسية تشمل الطاقة المتجددة، السيطرة على الموارد، إمكانية الوصول، واستقلالية السياسات. وحصل المغرب على 5.5 نقاط من أصل 10، نتيجة تقدمه السريع في تطوير مصادر الطاقة المتجددة وتخطيطه الاستراتيجي للقطاع، رغم الاعتماد الكبير على الفحم والموارد الأجنبية والمشاريع الموجهة للتصدير، في حين سجلت مصر 4.5 نقطة وتونس 4.25 نقطة بسبب الاعتماد المكثف على الغاز واستيراد الطاقة، ما يعكس تحديات مشتركة أمام تحقيق سيادة طاقية كاملة.
وأشار التقرير إلى أن المغرب يواجه نمطاً واضحاً من الاعتماد على الاستيراد، حيث يتم تلبية أكثر من 90% من الاستهلاك المحلي من الطاقة الأولية عبر الواردات، رغم أن الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية تغطي الآن نحو 20% من إجمالي الكهرباء المنتجة. كما لفت التقرير إلى أن استراتيجيات التصدير والتحول نحو مركز إقليمي للطاقة المتجددة لم تُقلل الاعتماد على الوقود المستورد، إذ يظل الفحم والنفط المستوردان المصادر الأساسية، ما يبرز ضرورة إعادة النظر في السياسات لضمان أمن الطاقة المحلي.
ولتعزيز السيادة الطاقية، أوصت “غرينبيس” بتخصيص 15 إلى 25% من الإنتاج السنوي للاستهلاك المحلي أو الاحتياطيات الاستراتيجية قبل التصدير، مع نشر العقود الخاصة بالهيدروكربونات والطاقة المتجددة، وتوحيد معايير الشفافية وآليات معالجة الشكاوى. كما أكدت المنظمة على أهمية الرقابة المستقلة، عبر إلزام المشغلين برصد التأثيرات وإعداد تقارير دقيقة باستخدام تكنولوجيا قابلة للتحقق، مع مشاركة البيانات مع الجهات التنظيمية والمجتمعات المحلية، لضمان استدامة الطاقة وتحقيق استقلالية حقيقية في المنطقة.
08/12/2025