أثارت مقترحات حزب فوكس لمنع ارتداء البرقع والنقاب في الأماكن العامة بمدينة مليلية جدلاً واسعاً بين مختلف القوى السياسية، التي اعتبرت المبادرة “خطيرة”، و”إسلاموفوبية”، و”غير موفقة”، مؤكدة أنها لا تهدف إلى حماية المرأة بل إلى وصمها، وتتناقض مع الحقوق الأساسية المكفولة في الدستور الإسباني، مثل حرية المعتقد وحرية الصورة الشخصية. وشددت المتحدثة باسم تحالف مليلية، دنيا المنصوري، على أن الدستور يضمن لكل شخص الحق في اختيار ملابسه، مؤكدة أن مقترح فوكس يحاول التستر بزعم الدفاع عن النساء بينما يعكس سياسات عنصرية وممارسات تمييزية مماثلة لتلك التي شهدتها مناطق أخرى في إسبانيا.
من جانبه، أكد المتحدث باسم حزب العمال الإسباني، رضوان موه، أن الهدف من المقترح ليس حماية النساء بل وصم المجتمع الإسلامي، متسائلاً عن معنى الهوية والثقافة والعادات التي يستند إليها المقترح، ومشدداً على أن مليلية مدينة متعددة الثقافات ومتنوعة، وأن محاولة فرض رؤية ضيقة للمجتمع تشكل خطراً على التعايش السلمي. كما اعتبرت وزيرة الرئاسة والإدارة العامة والمساواة، مارتا فرنانديز دي كاسترو، أن المقترح “غير عادل” ويشوه صورة سكان مليلية، مشيرة إلى أن الجريمة في إسبانيا لا تتعلق بالانتماء الديني أو الجنسي أو الوطني، بل بمن يرتكبها فعلياً.
في ردّه، حاول نائب فوكس، خوسيه ميغيل تاسيندي، تبرير المقترح بالقول إن بعض النساء قد يرتدين البرقع أو النقاب دون إرادة حرة، مستعرضاً صورة تاريخية للمرأة الإسبانية التي ساهمت في بناء المؤسسات الدينية والسياسية، مؤكداً أن الحزب يسعى للحفاظ على الثقافة الإسبانية التقليدية كما يرونها. ومع ذلك، ظل النقاش محصوراً في رفض جماعي من قبل الأحزاب الأخرى، التي رأت في المبادرة تهديداً للمبادئ الدستورية ولروح التعايش والتنوع التي تتميز بها مليلية.
08/12/2025
