تعيش فرنسا هذه الأيام على إيقاع احتفالات بمناسبة مرور 120 سنة على صدور قانون 1905 الذي رسخ مبدأ العلمانية وفصل الدين عن الدولة، وضَمِن حرية المعتقد لجميع المواطنين. وفي إطار هذه المناسبة، جمعت France Télévisions ممثلين عن الديانات الرئيسية في البلاد، من كاثوليك وبروتستانت ومسلمين ويهود وبوذيين، لمناقشة دور الإعلام العمومي في إبراز التعددية الدينية بشكل يحترم الحياد ويُعرّف الجمهور بالمعتقدات المختلفة دون أي تمييز.
ورحّب ممثلو الديانات بهذه المبادرة التي اعتبروها فرصة لإعطاء مكان للدين داخل الفضاء العمومي دون المساس بخيارات الدولة أو تفضيل عقيدة على أخرى، مؤكدين أن هذا النوع من النقاشات يعزز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين المواطنين. وقد ساهم اللقاء في إبراز الدور الذي يلعبه الإعلام العمومي في تقريب الثقافات والعقائد، وتوسيع الوعي بأهمية الحفاظ على التعددية داخل المجتمع الفرنسي.
وتُظهر الأنشطة المنظمة في هذه المناسبة حرص فرنسا على ترسيخ مبادئ العلمانية لدى الأجيال الجديدة وتشجيع الحوار بين الشباب والمجتمع المدني من أجل تعزيز التفاهم بين مختلف المكونات الدينية والثقافية. وبالرغم من التحديات التي تفرضها التحولات الاجتماعية والهجرة والرقمنة، تبقى روح قانون 1905 حاضرة بقوة في الحياة اليومية للفرنسيين، باعتباره إطارا ضامنا لحرية الضمير وحياد الدولة ومساواة الجميع أمام القانون.
08/12/2025
