في الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بنظام بشار الأسد، شدّد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع على ضرورة توحيد الجهود السورية لبناء دولة قوية تعكس تضحيات شعبها ومجد حضارته العريق. واحتفلت السلطات الانتقالية بالذكرى بعروض عسكرية وكلمة للشرع، الذي ركّز على الحفاظ على ما تحقق من انتصارات خلال العام الماضي منذ وصول فصائل يقودها إلى دمشق، مؤكداً أن صون هذا النصر وبناء مؤسسات الدولة يشكل واجباً وطنياً ملحّاً لجميع السوريين.
على الأرض، واجه الشرع خلال عامه الأول تحديات كبرى، بما في ذلك بناء مؤسسات قوية وضمان الأمن والاستقرار وسط تصاعد أعمال عنف طائفية أودت بحياة مئات، ورفع العقوبات الاقتصادية الدولية عن البلاد. كما شهدت البلاد توتراً مع الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، التي أعلنت حظر التجمعات والفعاليات الجماهيرية لأسباب أمنية، فيما دعا قائد قوات سوريا الديمقراطية إلى حوار وطني شامل يضمن مشاركة جميع الأطراف.
وتظل وحدة سوريا على المحك، في ظل احتجاجات متصاعدة في الجنوب والساحل ومطالبات بالانفصال أو حماية دولية، إضافة إلى استمرار الخروقات الإسرائيلية في العمق السوري رغم محاولات التفاوض المباشر. ومع هذه التحديات المتشابكة، يبقى الشرع أمام اختبار حقيقي لإدارة مرحلة انتقالية معقدة، تجمع بين إعادة بناء الدولة واحتواء الانقسامات الداخلية وتثبيت مكانة سوريا في المحيط الإقليمي والدولي.
08/12/2025