في مدينة مليلية ، تبرز جمعية “اكتيفاس – مبادرة النشيطات” كنموذج بارز في تمكين المرأة ودعم ريادة الأعمال، إذ تضم مئات النساء اللائي يشاركن في مختلف الأنشطة الاقتصادية بالثغر المحتل، كما يشاركن في العديد من التظاهرات والمبادرات داخل التراب الإسباني وخارجه. تأسست الجمعية منذ أكثر من عقد، وأثبتت خلال مسيرتها حركية ودينامية ملحوظة، مع حضور قوي ومؤثر في المجتمع المليلي.
تتولى رئاسة الجمعية المغربية نجاة محمد معنان، إلى جانب زميلاتها، من بينهن كريمة الماموني، نجلة الرئيس السابق لجماعة بني شيكر، اللواتي يمتلكن خبرة وكفاءة كبيرة في تعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء، ودفع المبادرات النسائية نحو آفاق أوسع من التأثير المحلي إلى الدولي.
وتنظم الجمعية أنشطة وفعاليات دورية، كما تشارك في مبادرات بارزة على الصعيد الإسباني، رغم التحديات الناتجة عن إغلاق المعابر الوهمية منذ جائحة كورونا، وهو ما لم يثنِ العضوات عن الاستمرار في دعم المجتمع المحلي وتعزيز ريادة الأعمال بين النساء والشباب، مما يجعل الجمعية رافدًا أساسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مليلية المحتلة وعلى المستوى الدولي.
نهاية الأسبوع الماضي، نظمت الجمعية بمجمع پينو بمليلية المحتلة تظاهرة فريدة لعرض الأزياء، سلطت الضوء على الثقافات المحلية المتعددة، خاصة أزياء الأعراس والحفلات، من أبرزها القفطان المغربي الذي حظي بتفاعل واسع من طرف الحاضرين.
تميز الحدث بتوفير أروقة للبيع المباشر للمنتجات النسائية، حيث عرضت نساء يعملن عبر التسويق الرقمي منتجاتهن أمام الجمهور، ما أسهم في تعزيز التبادل الاقتصادي والتعريف بالمبادرات النسائية.
كما تخلل التظاهرة معزوفات موسيقية لعبد العالي الرحماني، التي أضفت جواً من الترفيه والتواصل الثقافي في مدينة يعيش فيها المغاربة القاطنون شبه معزولين عن محيطهم الطبيعي بسبب قيود المعبر الحدودي مع الناظور والنواحي.
شكل هذا الحدث مناسبة لتقوية الروابط الاجتماعية والثقافية، وإبراز قدرة النساء المليليات على الابتكار والمشاركة الفعّالة في الحياة الاقتصادية والثقافية، بما يعكس دينامية الجمعية وحضورها المؤثر داخل المجتمع المحلي وخارجه.
