تعيش جماعة المنصورية التابعة لإقليم بنسليمان حالة تناقض واضحة؛ فمن جهة تشهد ورشا عمرانيا غير مسبوق استعدادا لاحتضان جزء من مباريات كأس العالم 2030، وعلى رأسه مشروع “ملعب الحسن الثاني” الذي يُنتظر أن يكون من أكبر الملاعب في العالم، ومن جهة أخرى مازالت تجمعات صفيحية تنتظر منذ سنوات تدخلات فعلية لترحيل سكانها نحو فضاءات تضمن الحد الأدنى من الكرامة.
ورغم الطابع الساحلي للمنطقة وتوفرها على مساحات واسعة من أملاك الدولة، مازالت أحياء عشوائية مثل “الكوبانية” و”مكزاز” و”الشطبية” تشوّه المشهد العمراني للمنصورية، مخلفة مظاهر بؤس اجتماعي لا تتماشى مع الدينامية الوطنية والدولية التي انخرط فيها المغرب. وتؤكد فعاليات مدنية وحقوقية بالإقليم أن استمرار هذه التجمعات يشكل نقطة سوء تقييم قد تُضعف صورة المدينة وهي على أبواب استقبال الآلاف من الزوار خلال المونديال.
وأشار محمد متلوف، فاعل حقوقي ببنسليمان، في تصريح لجريدة كواليس الريف، إلى أن البطء في معالجة ملف السكن الصفيحي يفاقم معاناة الأسر التي تعيش بين وعود إعادة الإيواء ومخاوف الترحيل في غياب رؤية واضحة. ودعا إلى مقاربة شاملة تستأصل جذريا ظاهرة “الكاريانات” وتعيد الاعتبار لفئات مهمّشة تنتظر منذ سنوات فرصة للعيش في ظروف لائقة تواكب التحولات التي تعرفها المنطقة.
09/12/2025
