يبدو أن بعض أحزاب اليمين الإسباني وصحافة المعسكر المحافظ لم تفهم بعد أن المغرب ليس مجرد فقرة في كتابهم السياسي، وأن أي محاولة للضغط على مدريد باسم “الشرعية الدولية” أو “حقوق الصحراويين” ستصطدم بالواقع الميداني والدبلوماسي.
بعد سنوات من المراوغة، ها هي الجزائر، الشريك الجار والمنافس الإقليمي، تدخل على الخط، لتفتح صفحة جديدة من التعاون مع إسبانيا، وتعيد ترتيب أوراق العلاقات على حساب من؟ نعم، على حساب تلك الأصوات التي لم تتوقف عن توجيه النقد للمغرب، وكأننا أمام مسرحية كوميدية لا تنتهي.
بينما يواصل بعض السياسيين الإسبان الهجوم على المغرب في الصحف، تتضح الصورة: التجارة تزدهر، الغاز الجزائري يصل بانتظام، والمهاجرون يُعاد تنظيمهم وفق بروتوكولات واضحة. كل ذلك يحدث رغم كل التصريحات الفارغة التي اعتدنا سماعها من “خبراء حقوق الإنسان الصحراويين” و”المحاربين من أجل الحرية” على شاشات التلفاز الإسبانية.
الدرس هنا بسيط: بينما تغرق بعض الصحف اليمينية في الشجب والتنديد، الواقع على الأرض يقول شيئًا آخر… المغرب حاضر، قوته دبلوماسية واقتصادية، وجدار صموده صعب اختراقه. أما أولئك الذين يعيشون في الفقاعة الإعلامية، فليستعدوا لمزيد من المفاجآت، لأن اللعبة لم تنته بعد.
يبدو أن البعض ما زال يعتقد أن “نشر المقالات الساخرة عن المغرب” كافٍ لتغيير الواقع. الحقيقة؟ الواقع أكبر بكثير، والسطور الصحافية مهما علت، لا تستطيع أن تخفي تأثير المملكة القوي في المنطقة.
10/12/2025